تراجعت اعداد الحجاج المخالفين وكذلك المهربين بشكل لافت هذا العام مقارنة بالاعوام الماضية هروبا من طائلة العقوبات التي تم التلويح بها تجاه من يخالف الانظمة والتعليمات، اضافة إلى إيجاد عدد من العوامل الاخرى التي ساعدت على هذا التراجع، ومنها نظام البصمة الذي تم تدشينه هذا العام في كافة المنافذ المؤدية الى مكةالمكرمة. وقد أوجدت هذه العوامل مجتمعة شعورا بالمسؤولية لدى المهربين بترك هذه الممارسات التي تتعارض مع أهداف وخطط الجهات الحكومية لانجاح الحج وتهيئة كافة الخدمات لضيوف بيت الله الحرام لاداء مناسكهم في أجواء روحانية دون مضايقة ممن لا يحملون تصاريح بالحج. «عكاظ» رصدت من خلال جولة ميدانية على مدى اليومين السابقين في الباحات والمواقع التي كانت تؤوي المهربين وسماسرة التهريب، تقلصا شبه تام لهذه الممارسات الخاطئة، واستطلعت اراء عدد من العمالة الوافدة في مساكنهم ومواقع عملهم، حيث اتفقوا على انه لا حج بدون تصريح كون الانتقال الى مكةالمكرمة خلال هذه الايام قد يعرضهم الى مغادرة المملكة والمنع من دخولها 10 اعوام، وذلك بعد تدشين نظام البصمة والجزاءات الصارمة لكل مخالف. خلو نقاط الضبط الامنية وظهرت نقاط الضبط الامنية على طريق الطائفمكةالمكرمة شبه خالية من الحجاج المترجلين في هذا الوقت تحديدا بخلاف ما كان عليه الحال في العام الماضي حيث كانت تشهد تجاوزا لافتا ممن لا يحملون تصاريح القادمين على اقدامهم لالتقاء المهربين بعد النقاط. توبة نهائية وكشفت جولة «عكاظ» غياب مركبات المهربين المعروفة كالجموس والجيوب والونيتات من امام محطات الوقود على امتداد الطريق وعدم وجود تجمعات للمهربين حولها بيد انهم كانوا يتحلقون حول بعضهم لتمرير الخطط والطرق الآمنة لعمليات تهريبهم ومسح المعابر التي يتفقون عليها. عن هذا الواقع تحدث ل «عكاظ» م . ع أحد المهربين الذين طالتهم الغرامة والتوقيف العام الماضي وسحبت مركبته، مؤكدا أنه اتخذ قرارا لا رجعة فيه بالابتعاد عن عمليات تهريب المخالفين ولن يفكر بتاتا في اعادة سيناريو العام الماضي، قائلا «العقوبات المشددة وفطنة رجال الامن البواسل في نقاط التفتيش وتعقبهم للمهربين والاجراءات التي دشنت هذا العام كالبصمة وما الى ذلك اوجد في نفوسنا شعورا بالمسؤولية والاقلاع عن تجارة تهريب الحجاج بعد ان كانت مهنة يمارسها الكثيرون على مدى سنوات ماضية، وهي وإن كانت تدر ارباحا وفيرة الا انها لا تساوي الان شيئا بالنسبة لنا أمام شعورنا بمسؤوليتنا جميعا عن نجاح الحج وعدم وجود ما ينغص روحانية وعبادة الحجاج النظاميين الذين يدفعون المال ويقطعون المسافات الشاسعة برا او بحرا او جوا من بلدانهم لاداء فريضتهم ثم يفاجأون بمخالفين لا يحملون تصاريح يضايقونهم ويفترشون الارض والممرات امامهم ويعيقون تنقلاتهم في مشاعر الحج. تراجع واضح مهرب آخر، رفض ذكر اسمه، قال إنه تعرض العام الماضي للعقوبات تجاه نقله حجاجا لا يحملون تصاريح، مشيرا إلى أنه من واقع تجربته ومعرفته طرق واساليب المهربين يستطيع أن يؤكد أن هذا العام يشهد بالفعل تراجعا واضحا وجليا في اعداد المهربين وكذلك الراغبين في إيصالهم إلى المشاعر المقدسة دون تصريح بالحج. وبين ان هذا التراجع له اثر واضح على اسعار الجموس والجيوب وبالامكان ملاحظة ذلك من خلال المواقع الخلفية لتجارتهم كالمعارض وورش الصيانة والتشييكات على مركباتهم، حيث تبدو خاوية هذا العام، موضحا انهم في السابق كانوا يتحلقون حول محطات الوقود وعلى امتداد الطريق ما بين الطائف وميقات السيل او ميقات وادي محرم والوقوف الجانبي بعد نقاط التفتيش والضبط الامنية لالتقاء الحجاج المخالفين الذين كانوا يتجاوزونها على اقدامهم. لن نجازف وبالمقابل أوضح عدد من الباعة في محطات الوقود والبوفيهات والمطاعم، غياب المهربين والحجاج المخالفين هذا العام رغم انهم في الاعوام الماضية كانوا يبدأون رحلتهم وتجارتهم المخالفة من تاريخ 20 الى 25 من ذي القعدة اي قبل دخول عشر ذي الحجة. وفي السياق نفسه لفت كل من محمد يونس باكستاني، حسن أمجد مصري، خضر عثمان سوداني، ابرار هندي وشاكر بنجلاديشي أنهم لن يجازفوا بانفسهم للحج هذا العام دون تصاريح، وقالوا ان عقوبة الترحيل لعشرة اعوام بعد تدشين نظام البصمة تكفي لردع من يفكر في مثل هذا السلوك، رغم انهم كانوا يتطلعون إلى مقابلة أقارب لهم وصلوا من بلدانهم عبر شركات الحج النظامية. وأشاروا إلى أنهم قرروا هذا العام عدم اداء الحج الا بتصاريح رسمية. تبصيم القادمين للحج من جهتها لوحت الجهات الامنية هذا العام بأن العقوبات ستطال كل مخالف يحاول اداء الحج بدون تصريح. وفي هذا الاطار أوضح ل «عكاظ» المقدم احمد اللحيدان، المتحدث الرسمي لمديرية الجوازات، انه تم تدشين أنظمة البصمة في كافة المداخل المؤدية الى مكةالمكرمة هذا العام وسيتم تبصيم اي وافد يحاول دخول مكة لاداء الفريضة دون تصريح حج، مبينا ان العقوبة تتضمن الترحيل والمنع من دخول المملكة عشرة اعوام.