يبدو أن القاسم المشترك في أحياء المدينةالمنورة أصبح رداءة الشوارع الرئيسية والفرعية على حد سواء، ويشكو عدد غير قليل من الأهالي من انتشار ظاهرة سوء الطبقة الأسفلتية وتقشرها لدرجة أتلفت المركبات وحدوث أعطال لبعضها نتيجة ذلك، ما يؤثر على انسيابية الحركة المرورية ناهيك عن استنزاف جيوب المواطنين لصالح ورش الصيانة ومحلات قطع الغيار. وناشد الأهالي الجهات ذات العلاقة بالوقوف على هذه المشكلة، والعمل على إيجاد حلول جذرية وسريعة ونافذة من قبل الأمانة لصيانة الشوارع والحيلولة دون تكرار المشكلة. ويشير المواطن علي الحربي أن المشكلة بدأت منذ شرعت بعض شركات المقاولات في استخدام مواد رديئة المستوى في سفلتة الشوارع، ما أدى إلى تآكلها وسرعة تأثرها بعوامل التعرية من أمطار وخلافه، مسببة هبوطات وحفريات انتشرت بشكل كبير في كافة أحياء المدينة ما يتسبب في أضرار كبيرة تنجم عن سوء الطبقات الأسفلتية ما يحدث تلفا لمركبات المواطنين، ويعيق الحركة المرورية. ويرى الحربي أن الصيانة التي تتم في شوارعنا تكون بعد مطالبات كبيرة وتستمر لفترة طويلة إلى أكثر من أسبوعين حيث يتم نزع طبقة الأسفلت لكامل الشارع ما يؤدي إلى اختناقات مرورية بينما من المفترض أن تتم صيانته والانتهاء منه في نفس اليوم. وأشار عبدالله المطيري إلى وجود كثير من الهبوطات والارتفاعات وكذلك الحفريات ما يشكل خطرا كبيرا على قائدي المركبات التي ربما تتسبب في وقوع الحوادث لهم. ولعل أكثر الشوارع معروفة بالهبوطات مثلا هو شارع الأمير عبدالمجيد الذي يربط العنبرية بطريق قباء وغيرها من الطرق التي تنتشر فيها الحفريات والتحويلات والهبوطات، مؤكدا عدم خلو أي شارع في المدينةالمنورة من هذه الثلاثية، مشيدا بقيام بعض الشباب بوضع إشارات تنبيهية أو معالجة تلك الحفريات بترميمها بمجهودات شخصية، ملقيا باللوم على البلديات التي تقع على عاتقها هذه المسؤولية، مطالبا بالنظر في معاناة الأهالي ومعالجة الترهلات والتعرجات والحفريات التي ملأت الشوارع «بحسب قوله». ويقول محمد فلاتة «من المفترض أن تكون هناك صيانة دورية شهرية للطرق وذلك من خلال قيام الفرق المسؤولة بجولات على الشوارع والأحياء للتأكد من صلاحيتها للاستخدام، مشيرا إلى ضرورة تكثيف الرقابة على العاملين في مجال صيانة الطرق والتأكيد عليهم للانتهاء من صيانتها بأسرع وقت تجاوبا مع مطالبات المواطنين، مناشدا الأمانة باعتماد وسيلة للتواصل المباشر مع المسؤولين في صيانة الطرق مستدلا بإحدى الدول التي زارها مؤخرا حيث اعتمدت وسيلة للتواصل من خلال التقنيات الحديثة تتيح تصوير مكان الحفرية أو الشارع الرديء وإرسال الصورة مع احداثيات الموقع للأمانة حيث تقوم الأمانة بالتوجيه المباشر بمعالجة المشكلة. من جهته، أوضح ل«عكاظ» المتحدث باسم أمانة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي أن الأمانة تولي الشوارع اهتماما كبيرا ضمن خطتها الاستراتيجية، إذ تسعى لسفلتة هذه الشوارع من خلال مشاريع معتمدة، مضيفا أن هناك مشروعا لسفلتة أحياء المدينة تم توقيعه من قبل وزارة الشؤون البلدية مع عدد من الشركات الوطنية ولمدة ثلاث سنوات، وجاءت على النحو التالي: عقد مشروع سفلتة الشوارع بالأحياء بالمدينةالمنورة بمبلغ وقدره (37.254.200.00) ريال، ومدة العقد ثلاث سنوات. عقد مشروع تنفيذ موقف حافلات مع مرافقها في المداخل (م4) للمقاولات بمبلغ وقدره (9.452.500) ريال، ومدة العقد سنتان. عقد مشروع درء أخطار السيول بالمدينةالمنورة بمبلغ وقدره (31.999.759) ريالا، ومدة العقد سنتان وأربعة شهور. عقد مشروع سفلتة مخططات المنح بالمدينةالمنورة وقدره (49.999.999) ريالا، ومدة العقد ثلاث سنوات. عقد مشروع استكمال تنفيذ الطرق الهيكلية بالمدينةالمنورة (المرحلة الرابعة) بمبلغ وقدره (38.600.000) ريال، ومدة العقد ثلاث سنوات. مضيفا أن الأمانة تسعد بتلقي مقترحات المواطنين وشكاواهم وتسعى في حلها من خلال التواصل المباشر معها.