اشتكى سكان شرق الخط السريع في محافظة جدة، وتحديدا في حي بريمان الشعبي، من استمرار معاناتهم اليومية مع الحركة المرورية عبر المدخل الوحيد للحي، من واقع وقوف الشاحنات على جنباته، ما يصعب عليهم عمليتي الدخول والخروج من وإلى منازلهم خلال اليوم، معتبرين أن تكدس المركبات الكبيرة فيه شيء مقلق ويسبب لهم الضيق، مطالبين بإبعادها على الفور حتى يعود الشارع إلى طبيعته. وبث عدد من المواطنين معاناتهم عبر «عكاظ» لإيصال أصواتهم للجهات المسؤولة على أمل أن تتحرك لإنهاء الأزمة التي أصبحت هاجسا لسكان ومرتادي الحي، لأنهم يجبرون على السير يمينا ناحية وادي العسلا عبر طريق متهالك في آخره وأصبح خطرا حقيقيا يهدد سلامة الجميع. وأشار عدد من الأهالي إلى سلسلة حفر مخيفة تمتد حتى مدخل حي بريمان الشعبي وستة أحياء أخرى شرق طريق الحرمين، وعندما بدأت الجهات المعنية بالصيانة لم يكتمل الأمر لأن الأمطار أفسدت ما أصلحته الأيادي ولم يقم أحد بالمحاولة مرة أخرى، حيث تم بعدها ردم الحفر بالتربة والصخور ما يشكل ضررا من ناحيتين، حيث تتطاير الأتربة بمجرد السير عليها وتحد من الرؤية فضلا عن تسبب الأحجار في إلحاق الضرر بالعديد من السيارات، خاصة أن المنطقة تشهد حركة كثيفة على مدار اليوم من شاحنات ووايتات مياه وغيرها من السيارات، وكل ذلك من شأنه أن يشكل بيئة خصبة للحوادث المرورية المروعة وتحديدا عند حلول الظلام، حسب قول الأهالي. ويرى سعود النقادي أن عدم التنسيق بين الجهات المعنية بالأمر سبب المشكلة التي يعاني منها سكان حي بريمان الآن، مطالبا بالبدء فورا في ترميم الطريق الذي تهالك بفعل المرور والوقوف المتكرر للشاحنات، مع إلزام الجهات المختصة بتغيير الأرضية والتربة نسبة لتشبعها بالماء وهشاشتها، واستبدالها بتربة جديدة متماسكة لتتم بعد ذلك السفلتة. من جانبهما قال أحمد الشهري ومحمد عزيزي من سكان الحي، إن معاناة مرتادي الحي عند المدخل الرئيس ولأحياء شرق جدة كالمنار والأجواد مستمرة منذ شهور، وزاد «أصبحنا نحمل هموما ثقيلة لمجرد التفكير في كيفية الوصول الى منازلنا وكذلك الحال لمن يفكر في زيارتنا، ووتداهمنا الروائح الكريهة التي نشمها مع حلول الظلام وجلبت لنا وأطفالنا العديد من الأمراض والأوبئة المزمنة، لنستقبل أخيرا مشكلة الطريق الصخري الذي يشوه صورة الحي الذي نعتز به، فالناظر لحال هذا الطريق لن يتصور وجوده في إحدى أهم محافظات المملكة وأكبر المدن السعودية مساحة وسكانا وتطورا في جميع المجالات». إلى ذلك أشار جميل المطيري إلى أن وفدا من سكان الحي التقوا بالجهات المسؤولة ووصفوا لها مدى معاناتهم في مختلف الجوانب من: زحام الجسر، سوء الطريق المؤدي إلى الحي والأحياء المجاورة، الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتجلب الأمراض والأوبئة، وغيرها الكثير، وقامت هذه الجهات، حسب قوله، بتوجيه المنفذين للوقوف على الموقع ودراسة إيجاد حلول عاجلة له، ولكن حتى اليوم لم يروا جديدا في الأمر. وانتقد المطيري سوء التنسيق بين الجهات المعنية، معتبرا أن ذلك هو السبب الرئيس في المشكلة التي يعاني منها سكان الحي للمدخل الرئيس عند جسر بريمان، حيث أدى الأمر إلى زيادة الازدحام في الشوارع الجانبية وتعثر حركة السير مع تزايد الغبار والأتربة بصورة غير مسبوقة، مبينا أن المشكلة الرئيسة التي يعاني منها سكان أحياء شرق الخط السريع لا تتركز فقط في مدخل بريمان، بل تكمن في الخطوط الجانبية لمدخل الحي التي تعرضت للتلف بشكل واضح، وتعاني من الإهمال الشديد من واقع عدم معالجة الأضرار التي لحقت بها. جميل المطيري دعا إلى ضرورة التحرك لوضع حل جذري وسريع للطرق الجانبية التي أتلفت بشكل جزئي وتم إغلاق بعضها، مشددا على أن المواطن هو المتضرر، حيث تعرضت السيارات لأضرار كبيرة نتيجة الحفر والهبوطات الأرضية، علاوة على أن الوضع البيئي بات لا يسر أحدا نتيجة ارتفاع نسبة الغبار والأتربة وهو الأمر الذي يهدد بمشاكل صحية لا حصر لها، مؤكدا على ضرورة أن تكون هناك لجنة بين الجهات المسؤولة لإيجاد حلول عاجلة لمشاكل الحي في المستقبل القريب ليرتاح بال الأهالي الذين عانوا كثيرا جراء الإهمال.