كشف ل«عكاظ» أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، أن وزارة المالية تدرس تكفل الدولة بتنفيذ البنى التحتية لمشروع تطوير منطقة جبل الشراشف في مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن الطرفين توصلا لمحضر اتفاق حيال ذلك الأمر، ومن المتوقع أن ينتهي التنسيق في ذلك قريبا، وحدد المدة الزمنية للتنفيذ ما بين 6-12 سنة وفق المعطيات التي ستتضح خلال أشهر، مؤملا أن يكون التنفيذ في أسرع وقت. وتعهد الدكتور البار في حوار مواجهة مع «عكاظ» ألا يظلم أحد من ملاك عقارات جبل الشراشف، موضحا أن التعويضات ستكون مجزية ومرضية، والخيارات ستكون متاحة لمن يرفض التعويض بأن يكون شريكا مساهما في الشركة المنفذة، مشيرا إلى أن نحو 70 في المائة من سكان المنطقة ووفق للدراسة التي أجريت موافقين على التطوير والخيارات المتاحة، معتبرا المشروع واعدا لعدة مقومات منها قربه من الحرم وارتباطه بطرق جبل عمر والطرق الدائرية. وفي ما يلي مضابط الحوار: • انطلق مشروع جبل الشراشف وهو الأكثر تعقيدا من ناحية العشوائيات التي يعيشها، لم كان الخيار الأول لكم؟ كما تعلمون هذا المشروع هو أول محاور تطوير المناطق العشوائية ل66 حيا في مكةالمكرمة، ستبدأ بخمسة مشاريع كبرى لتطوير أحياء قوز النكاسة، الكدوة، الزهور، جبل الشراشف التي سيتم البدء بها، ويقع جبل الشراشف وسط مكةالمكرمة وهو الأكثر عشوائية، ويشتهر بضيق مساراته وكثرة وجود العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل فيه، وانتشار المساكن العشوائية في أسفل الجبل وأعلى قمته، والمالية تدرس تنفيذ البنى التحتية للجبل. • هل اعتمدتم لجنة تقدير العقارات، ومتى ستنطلق في مهامها الميدانية؟ شكلت لجنة خاصة لتقدير عقارات جبل الشراشف وستبدأ في تسعير 12 ألف عقار لصالح مشروع تطوير هذا الحي، وهي المرحلة التي سيعقبها استقبال الصكوك الشرعية والمستندات ومن المتوقع أن تنتهي هذه اللجنة من أعمالها بعد موسم الحج. • ما فكرة التطوير التي انطلقت منها لبناء منطقة نموذجية في الشراشف؟ خطة تطوير جبل الشراشف تعتمد على إنشاء خط دائري يلتف حول سفح الجبل بعد إزالة المناطق العشوائية، إنشاء الفنادق والمساكن للحجاج والمعتمرين على جانبيه، على أن تكون نسبة السكان المحليين 30 في المائة، والموسميين 70 في المائة، وهذه الفكرة نبعت من عدة دراسة سيما أن ظاهرة النمو العشوائي للتجمعات السكنية تعد ظاهرة عالمية ولا تقتصر على مكةالمكرمة فقط. • هل وضعتم في الحسبان أن ثمة تداخلا في الجنسيات بين قاطني هذا المشروع؟ توجيهات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع معالجة وتطوير العشوائيات أولت إنسان المكان أهمية بالغة وجعلته ركيزة أساس في التنمية وهو الهدف الأول لأي مشروع قمنا به أو سنقوم به مستقبلا ، ولا شك أن مشاريع تطوير العشوائيات من أهم أنشطة شركة البلد الأمين -الذراع الاستثماري لأمانة العاصمة المقدسة- الهادفة لإعادة تكوين البيئة العمرانية في المناطق العشوائية على أساس التكاملية والترابط على أسس وخطط شاملة ومتناسقة، تشمل جميع جوانب البيئة العمرانية، مثل التشكيل العمراني والإسكان وشبكات المواصلات والمرافق والخدمات العامة والفعاليات الاجتماعية والاقتصادية، لذا فإن حي جبل الشراشف الذي سيدخل مرحلة التطوير قريبا، يعد من أكثر المناطق العشوائية ازدحاما بالسكان وقربا من المسجد الحرام، وهو في أمس الحاجة للتنمية الحضرية نظرا لتدني بنيته التحتية. • بعض الأهالي يتوجس من خطوة التطوير سيما في ظل غلاء أسعار الأراضي، هل هناك بدائل غير التعويضات؟ أمام المالك في هذه المنطقة خيارات متاحة منها أن شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني ستنشئ مساكن بأسعار معقولة في مكةالمكرمة، من خلال تسهيل الشراكة المتكاملة بين القطاع الخاص ومالكي الأراضي وأمانة العاصمة المقدسة، بطريقة تفيد الأطراف وتحفظ حقوقهم والمساكن ستتوافق مع كافة المطالب. • كيف ستتعاملون مع المالك الرافض لكل هذه الخيارات؟ نأمل من الجميع التعاون معنا لبناء المكان بطريقة حضارية لا أعتقد أن كل هذه الخيارات غير مقنعة للمالك، بالإمكان أن يكون المالك شريكا ومساهما، ولكن في حالة رفض كل تلك الخيارات فاللائحة التنفيذية لمعالجة الأحياء العشوائية تضبط هذه العلاقة ولا نفضل أن يكون هناك حاجة لنا في النزع للمنفعة العامة، المالك شريك معنا في التنمية العمرانية. • هل سيكون المشروع المنفذ قادرا على إيجاد بيئة نموذجية حقيقية؟ المخطط الرئيس الشامل لمفهوم التطوير لمشروع حي جبل الشراشف يحتوي على أكثر من ألف قطعة أرض بإجمالي 7.2 مليون متر مربع من المساحة المبنى عليها، ويبلغ إجمالي معامل البناء 3.5 بحيث تكون مرافق المشروع بعد اكتماله متضمنة مرافق سكنية دائمة، مرافق سكنية تجارية، مرافق سكنية موسمية، مرافق تجارية متعددة الاستخدامات، مرافق اجتماعية وتربوية، مرافق خدمات صحية، مساجد، مراكز للدفاع المدني والشرطة، إضافة إلى المساحات الخضراء والمتنزهات، والمشروع يرتبط داخليا وخارجيا بالمناطق المحيطة بشبكة من الطرق والجسور الحديثة لكل من المركبات والمشاة، مع تصميم طريق داخلي في الحي بعرض 40 مترا ويتفرع بدوره إلى ممرين متوازيين شمالي وجنوبي يؤديان إلى شارع إبراهيم الخليل الحالي وإلى الجانب الغربي المقترح من الطريق الدائري الثاني. • البعض يرى أن مشاريعكم تحرم سكان مكةالمكرمة من مجاورة الحرم المكي وتحويل تلك المنطقة للاستثمار فقط؟ مشاريعنا لتطوير المنطقة وانتزاعها من العشوائيات المشوهة وليس محاولة طرد أهالي مكةالمكرمة بعيدا عن الحرم، نحن ملتزمون بشروط هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بتوفير سكن في مناطق النزع، لذا لن نحرم أحدا من مجاورة البيت العتيق وقد حددنا قرابة 30 في المائة من البناء في جبل الشراشف للسكن الدائم وهي مكونة من 4 أدوار للعمارة الواحدة وقد نعيد دراسة رفع الأدوار إذا لزم الأمر. • أجدكم متفائلين بانطلاقة هذا المشروع على الرغم من تعثر مشاريع مشابهة في مكةالمكرمة منها الطريق الموازي الذي تعثر حاليا؟ استفدنا من تجربة الطريق الموازي كثيرا وانطلقنا في هذا المشروع من حيث توقف العمل هناك، ووضعنا آلية وعالجنا كل المشكلات المتوقعة مبكرا ووجدنا دعما كبيرا من أمير المنطقة ورئيس لجنة معالجة الأحياء العشوائية والتفاؤل يحدونا لتقديم أنموذج مغاير عن كل المشاريع سيما في مكةالمكرمة. • أجريتم عدة دراسات للموقع لكن لا تزال بعض المعلومات لم تكتمل، لماذا لم تستفيدوا من السجل العقاري في الأمانة؟ السجل العقاري في الأمانة قدم بعض المعلومات عن واقع الحال في الموقع ولدينا معلومات عن أغلب القطع هناك وستكون لدينا معلومات عن كل قطع قبل وبعد، لكن أغلب ملاك العقارات لا يتجه للسجل العقاري في الأمانة إلا إذا كان لديه مشروع وهذا خطأ بلا شك، لذا سيعمل مجلس الشركة على توفير قاعدة بيانات متكاملة في أقرب فرصة. • لم لم يكن لديكم حصر نهائي عن كافة العقارات؟ عدد العقارات الفعلية حاليا 9 آلاف عقار وفق الإحصائيات المتوفرة، وفي المرحلة المقبلة وحين نبدأ فعليا سنبدأ في حصر كافة العقارات التي بصكوك ودون صكوك، فكما يعلم الجميع لم نستطع طلب الصكوك من الملاك وننتظر قرار تأسيس الشركة وبعدها سنبدأ. • كيف ستتعاملون مع المالك الذي لا يحمل صكا لعقاره، هناك توجس وخوف؟ لن نظلم أحدا بإذن الله، ندرك أن نظام الاستحكامات موقوف في مكةالمكرمة داخل حدود الحرم من فترة وهذا ربما عطل البعض من الملاك، لذا سنعتمد عدة آليات منها التصوير الجوي للمنطقة وأي مالك يثبت أن عقاره مقام قبل عام 1385ه سيكون له تعامل خاص، في ما سيتم التثبت من بقية العقارات الأخرى، ما نود التأكيد عليه أن الجميع لن يبخس من حقوقهم شيء. • بعض المستثمرين يرون أن من الضروري أن تسهم الدولة في البناء من خلال تنفيذ البنى التحتية، ما رأيكم؟ عملنا على ذلك ووزارة المالية تدرس حاليا دعم القيام بالبنى التحتية لمشروع تطوير منطقة الشراشف وقد وصلنا لمرحلة متطورة من ذلك حيث وقعنا محضرا مع وزارة المالية بتوقيع وزير المالية في إسهام الدولة في تنفيذ البنى التحتية وقد وصلنا مرحلة متطورة ونأمل البدء في ذلك. • هناك عقارات كثيرة في المنطقة تدخل تحت مظلة الأوقاف، كيف ستتعاملون معها؟ الأفضل للأوقاف كما هي تجارب سابقة الدخول في مساهمة بالشركة ونحن ننسق مع كل ناظر وقف لتنفيذ شرط الوقف، ولن نظلم أحدا كذلك.