تواصلت الجهود الأمريكية الروسية لتفكيك السلاح الكيماوي للنظام السوري، حيث ناقش وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية أمس، الوضع في سوريا في سياق الاتفاق حول وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية، حسب ما أفادت به قناة (روسيا اليوم) التلفزيونية، مشيرة إلى أن المكالمة جاءت بمبادرة من الجانب الأمريكي. بينما قال كيري في تصريحات لصحفيين في واشنطن إن حديثه مع لافروف دار حول التعاون الذي اتفقا على مواصلته، مع تحركهما ليس فقط نحو وضع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قواعد وإجراءات لإتلاف السلاح الكيماوي السوري، بل نحو تبني قرار في مجلس الأمن الدولي. من جهتها، أفادت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي يوجد مقرها في لاهاي أن نظام دمشق قدم لها تفاصيل عن أسلحته الكيماوية لكن ينبغي له إكمال معلومات من أجل بدء عملية سريعة للتخلص من هذه الأسلحة. وقالت متحدثة باسم المنظمة التي تدعمها الأممالمتحدة والتي ستشرف على التخلص من الترسانة الكيماوية السورية لقد تسلمنا جزءا من التقرير ونتوقع المزيد. ولم تفصح عن المعلومات الغائبة عن الوثيقة التي وصفها دبلوماسي غربي بالأممالمتحدة بأنها طويلة جدا، محذرا من أن تقاعس حكومة بشار الأسد عن الإفصاح بشكل كامل عن كل مخزونها من شأنه أن يدفع القوى العالمية للسعي إلى تحرك فوري من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإجبارها على الامتثال. وقال إنه إذا كانت الوثائق غير مكتملة فسيحال هذا الأمر مباشرة إلى مجلس الأمن، علما بأن الخطة التي توصل اليها وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي في جنيف يحدد مهلة تنتهي اليوم للنظام السوي ليفصح بشكل كامل عن الأسلحة الكيماوية التي بحوزته. ومن المقرر أن يصوت الأعضاء الأساسيون في المنظمة (41 دولة) على خطة تهدف لتسريع عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بحلول منتصف العام المقبل 2014. لكن المنظمة أعلنت أمس تأجيل اجتماع مجلسها التنفيذي الذي كان مقررا انعقاده غدا (الأحد) لمناقشة موضوع انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وبدء برنامج تدمير الكيماوي السوري ضمن الاتفاق الروسي الأمريكي. وأوضحت أنه سيتم الإعلان عن الموعد الجديد للاجتماع في أسرع وقت ممكن. ويرى خبراء أمنيون أن سوريا تمتلك نحو ألف طن من غازات الخردل و(في.إكس) و(السارين) الذي ذكر مفتشون تابعون للأمم المتحدة أنه استخدم في هجوم قتل خلاله المئات بمناطق تسيطر عليها المعارضة بريف دمشق في الحادي والعشرين من شهر أغسطس (آب) الماضي.