عقدان من الزمان وحراج المعيصم بمكةالمكرمة ينتظر عجلة التطوير، بعد أن ضربت الفوضى أروقته بسبب العمالة الوافدة غير النظامية، وهي تتلاعب بالأسعار ويبتكر بعضها أشكالا من المراوغات لاقناع الزبائن بشراء بضائع مجهولة والمصدر وليست عليها ضمانات، والمتفحص لحركة السوق بشكل مستمر يكتشف أن العمالة مقسمة على فئات منها من يقوم برفع الأسعار حتى يقع المتسوق فريسة للشراء بسعر مرتفع، بينما الفئة الأخرى تقف في مداخل الحراج للشراء بأسعار رخيصة، وبالتالي تكتمل العملية بأن تدخل البضاعة رخيصة للسوق وتباع بأسعار عالية جدا، وغيرها من الممارسات الغريبة التي يقوم بها الباعة المتجولون. «عكاظ» توغلت في دهاليز حراج المعيصم وعاشت جو الازدحام الذي يشهده، ورصدت بعدستها بعض العشوائية التي يتسم بها بفعل كمية من السيارات التالفة على جنبات مداخله، ورأت كيف تمارس العمالة غير النظامية الحيل على الزبائن. يقول موسى اللحياني إن حراج المعيصم يعتبر الحراج الرئيسي بمكةالمكرمة، وبالرغم من شيخوخته لمرور وقت طويل على إنشائه، لكنه لا يزال كما هو عليه منذ سنين دون أي تطوير أو تنظيم، مبينا أن السلبيات فيه لا تحصى ولا تعد، لكنه عاد وقال «سأختصرها لك في شيئين وهما: العمالة الوافدة التي سيطرت على الحراج، وتوقف عجلة التطوير». واعتبر اللحياني أن الحراج مر بعدد من الأزمات وأغلبها الحرائق التي شهدها في الأوقات الماضية، بسبب الإهمال الواضح من قبل الجهات المختصة لعدم إلزام المحلات بوضع طفايات الحريق تحسبا للطوارئ، وحتى التي بها طفايات لم تعد لها فعالية وغير صالحة للاستعمال البتة لأن الدهر أكل عليها وشرب، ما يؤكد غياب الرقابة التفتيشية من قبل الجهات المعنية بالأمر، متمنيا أن تكون الرقابة دائمة حتى لا تتكرر الأزمات في الحراج وتتجول العمالة الوافدة كما يحلو لها وتعمل وفقا لطرق تختارها هي دون عقوبات رادعة تصدر في حق المخالفين والمراوغين في السوق. وأوضح فوزي الفهمي، أحد أصحاب البسطات بحراج المعيصم، أنهم يقعون فريسة للممارسات التي تقوم بها العمالة الوافدة، ولكن ليس بأيديهم حيلة، ولا يحق لهم إيقاف ما يقومون به، ويظلون ينظرون إليهم فقط دون القدرة على فعل شيء حيالهم، ويزيد «العمالة الوافدة أصبحت تسحب البساط من تحت أقدامنا، بسبب ما تبتكره من طرق عديدة لمراوغتها الزبائن وإقناعهم بشراء البضائع المختلفة، وتزايد على الأسعار في أغلب الأحيان، ما جعلنا في حيرة من أمرنا ولا نعرف كيف نتصرف، خاصة أن البسطات المتحركة كثرت وتعمل في كل متر بالحراج ولا أحد يوقفها، ما يسبب لنا الكثير من القلق لأنها خصما علينا بالتأكيد ونحن أصحاب محلات ومصروفاتنا عالية مقابل الإيجار وغيرها من الالتزامات الأخرى، لذلك نطالب الجهات المسؤولة بالتدخل والحد من الفوضى». ويرى صالح الزهراني، أحد المتسوقين، أن المشكلة تكمن في الغش الموجود بالحراج من بعض العمالة الوافدة التي تتجول بين أروقة السوق، معتبرا أن هذا الأمر يدعو الزبائن للنفور من الحراج وعدم التبضع منه في المستقبل القريب، وبالتالي يتضرر أصحاب المحلات الذين يعملون بنزاهة. وأضاف «عجلة التطوير غائبة والعشوائية حاضرة، بدليل بيع الملابس المستعملة والأجهزة مجهولة المصدر، وبعض الأدوات الكهربائية المقلدة، ما يسبب للمستهلكين العديد من المشكلات، فعندما تعود لمنزلك وأنت تمني النفس باستخدام بعض الأدوات الكهربائية ظنا منك بأنها أصلية، بحسب حديث البائع معك، تكتشف أنها مقلدة وسيئة الصنع وربما تتلف في الحين، وبعدها لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب لأن الأموال ضاعت والبائع لن يعرف مكانه لأنه متجول وليس صاحب محل ثابت». ويمضي الزهراني قائلا: الرقابة من قبل الجهات المتخصة شيء لا بد منه لحفظ حقوق المواطنين، وعدم تعرضهم للاحتيال كلما دلفوا للسوق لشراء احتياجاتهم، مطالبا بتنظيم السوق وتطويره للأفضل وجعل منظره جاذبا للجميع بدلا من الفوضى التي يعج بها المكان. حملات تفتيشية أوضح مسؤول بجوازات مكةالمكرمة أن هناك حملات تفتيشية على حراج المعيصم للقضاء على العمالة غير النظامية، ولن تتوقف في الفترة المقبلة، بل ستتضاعف لوضع حد لظاهرة العمالة المخالفة في السوق، طالبا من المواطنين عدم التعامل معهم وشراء احتياجاتهم من المحلات التجارية المعروفة في السوق لتفادي الغش في البضائع.