سوء التنظم والبسطات العشوائية، هما العنوانان البارزان في حراج المعيصم في العاصة المقدسة فعندما تتجه إلى هناك لا شك أنك ستلاحظ واقعا يندى له الجبين، لما تشاهده من عمالة سائبة وعشوائية في هذا الحراج الذي تحول إلى مأوى للعمالة السائبة وأصبح مرتعا آمنا لهم، بسبب غياب الرقابة، الأمر الذي ساهم في وضع يدهم على الحراج واحتكار البيع والشراء والتحكم بالأسعار، إضافة إلى بيع كل ما هو مسروق وممنوع. «عكاظ» قصدت الحراج وتحدثت إلى مرتاديه، وقال العم صالح البقمي: «لي بالمعيصم ثمان أعوام وأنا أبيع واشتري واتكسب من هنا وهناك، وعملت وفق المثل القائل «كل حركة فيها بركة»، كنت اتحرك من أجل البركة واشتري من هنا وأبيع هناك حتى اخرج بقوت اولادي، اما اليوم فتحولت من بائع وشار إلى متأمل في هذه العمالة التي اصبحت كالطوفان تغرق حراج المعيصم، فعند بزوغ الفجر تشاهد هذه العمالة المخالفة لأنظمة الاقامة تتمركز في أماكنها، فيقومون على شكل منظمة عملية يرأسهم فرد، هدفهم كسب المال وخطف الزبائن وأخذها بمكسب بسيط وبيعها بمبالغ خيالية». وأضاف إن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط بل يتعداه إلى نشر سيارات متنقلة لبضائعهم كأنهم أصحاب العفش أو الأثاث، ثم يقومون بترويجها بالحراج حتى يشتريها أحد ويقع في مصيدتهم. وأشار إلى أن هذه العمالة تعمل تخطيطا دقيقا حيث أصبحت تحتكر الحراج في ظل غياب الرقابة الصارمة عليها. وطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لتخليص الحراج من قبضة هؤلاء عبر الجولات الميدانية التفتيشية على الحراج وعلى كل الأماكن المماثلة. من جانبه أكد عبدالله الهذلي، أن حراج المعيصم يحتضر في ظل كثافة العمالة السائبة فيه خصوصا أنه أصبح مكانا آمنا ومسكنا مريحا لها وأوضح أن البسطات التي تديرها هذه العمالة زحفت على شوارع المعيصم وأزقته ما سبب عرقلة في الحركة المرورية، مشيرا إلى انتشار الأدوات المنزلية والاجهزة الكهربائية والاثاث والعفش غير المعروفة المصدر، مرجعا ذلك إلى سوء التنظيم وغياب المتابعة والتفتيش من جانب الجهات المعنية. «عكاظ» حاولت التأكد من صحة نظامية العمالة فعندما اقتربت من عمالة يعملون في محل بيع الأجهزة الكهربائية، وأبلغتهم أن هناك جهات أمنية تقوم بحملات تفتيشية في أول السوق توارى الجميع وانسحبوا إلى أماكن تقع خلف الحراج. حملات مشتركة أوضح المتحدث الرسمي للجوازات المقدم محمد الحسين ل «عكاظ» أن الجوازات في العاصمة المقدسة تنظم حملات مشتركة مع جهات أمنية سواء كانت في الأحياء أو الميادين العامة، مشيرا إلى أن هذه الحملات تقوم بالتفتيش والقضاء على جميع متخلفي الإقامة النظامية.