لم يستسلم الشاب أحمد الغزواني للبطالة، بل شمر عن ساعديه، وخرج لبيع الشاي والقهوة في محافظة العيدابي التابعة لمنطقة جازان. وقال الشاب الثلاثيني: «تخرجت في الثانوية، وقدمت للحصول على وظيفة، وفضلت أن استغل وقتي ريثما أجدها في بيع الشاي والقهوة لأساعد أسرتي، خصوصا أن عملي يدر علي دخلا لا بأس به»، مشيرا إلى أن كبار السن اشاروا عليه بالعمل في أي مهنة شريفة وعدم الركون للكسل. وأضاف الغزواني وهو منهمك في تحضير الشاي: «بدأت التفكير في عمل استطيع من خلاله مساعدة أسرتي وتأمين احتياجاتي، واهتديت لبيع الشاي والقهوة في الشارع وكنت في البداية أشعر بالخجل، إلا أني تغلبت عليه، خصوصا أنه لا يوجد البديل سوى المكوث في المنزل، فتوكلت على الله وتعلمت طريقة تحضير الشاي والقهوة على الجمر، ونزلت إلى الشارع، ولقي عملي إقبالا كثيفا من العابرين والزائرين، وساعدني في ذلك حرصي على نظافة ادوات القهوة والشاي باستمرار واعدادها بشكل جيد يجعل الزبون يعود لي مرة أخرى»، مؤكدا أن أسعاره معقولة جدا. وحث الغزواني الشباب على عدم الارتهان للبطالة، وطلب الرزق من الله الذي لديه ملكوت السماء والأرض، ومزاولة أي مهنة تعود عليهم بالنفع والكسب الحلال مهما كانت بسيطة. وأكد أن بلادنا فيها خير وفير بدليل أنها تحتضن أكثر من ثمانية ملايين وافد يمارسون العديد من المهن، ويحولون إلى أوطانهم مليارات الريالات سنويا، وذكر أن بعض زملائه حاولوا ثنيه عن العمل في هذه المهنة، لكنهم بعد أن شاهدوا النجاح الذي حققه تغير موقفهم وشجعوه على المضي فيها والتوسع وتطوير نشاطه.