من اسوأ ما قد تسمعه في حياتك، أن تجد من يعمم الشر وقبائح المنكرات، على المؤمنات الغافلات أو على القلوب المنشغلة بما قدرها الله عليه من مباحات.. تراه يطعن في مجتمعٍ بعينه، أو جنسٍ، أو عرقٍ، أو لون، أو غيره من شرائح المجتمع وأطيافه! بعض التصريحات غير المسؤولة تثير الاشمئزاز وترفع الضغط، وكأن أولئك قد ولاهم الله على أمور المسلمين، أو كأنهم خلافة راشدة عادة من زمن السابقين الأولين، في مجتمعنا أناس يُسيئون لنا عمداً وسهواً، وينشرون ثقافات وانطباعات وأخلاقيات ما أنزل الله بها من سلطان! تراه يتحدث عن فئة - غير السعوديين - بما لا يقبله عقلٍ أو دين، منكرات من القول، ووزر يسابق وزر.. لينال من ذات تلك الفئة وينتقصها باتهامٍ مشين! ألا يعلم هذا أن الله اختاره من بين مئات الملايين، واصطفاه لأن يكون من بلاد الوحي والروح الأمين، الذي قال: لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى؟ في حين أننا بأمس الحاجة، لأن نكون كالجسد الواحد.. نجد أنفسنا نفترق أكثر، ونتقاتل بألسنة حداد على سقط المتاع وتفاهات الأمور! لكي ينجح المجتمع يجب أن يحتوي على أطيافٍ وشرائح وطبقات، وعلى ألوانٍ وأعراقٍ وثقافات.. يجب أن لا تأحذنا العزة بالإثم، وأن نعوذ بالله من شرور باتت تقبع في خلجات أنفسنا، تنفر ما بيننا من صلة عظيمة وترابطٍ أثنى عليه الله في محكم تنزيله، أخي الكريم - أختي الكريمة لنعلم أن الوطن منذ القدم - لم يقم على قبيلة بعينها ولا على لونٍ بذاته.. بل نشأ وعظُم وازدهر على يدِ كل تلك الأطراف المتواجدة على أرضه المباركة، فإلى متى الصراع على الوهم والتنابز بما لا يرضي الله من قولٍ أو عمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) رواه مسلم.