يعتبر أهالي الخرمة محافظتهم متحفا طبيعيا مفتوحا يغص بالآثار والمعالم التاريخية، بيد أنها تعاني من التجاهل وعدم الاهتمام، مشيرين إلى أن تلك المواقع لو حظيت بقليل من الرعاية والترويج الإعلامي، لنافست الآثار العالمية ودخلت بقوة في قائمة المناطق المتسابقة للانضمام لعجائب الدنيا السبع الجديدة. ورأى فراج فواز السبيعي أن المعالم الأثرية في الخرمة تعاني من تجاهل الجهات المختصة ما جعلها مهددة بالاندثار، مشيرا إلى أن آثار المحافظة عانت من الإهمال تارة وعوامل التعرية تارة أخرى، وطالب الجهات المختصة بالتدخل لحماية الشواهد التاريخية التي تغص بها المحافظة مثل الجوهرية، ربداء، التربانية، اصفا، هدبا، الوادي العوج، غلوة، رميص، الهزيم، الحفير حنيفان، القنصلية، آبار كتيفان. من جهته، ألمح محمد سعد السبيعي بأن الخرمة تحوي العديد من الآثار المهمة التي يتهددها الاندثار مثل القيعلية، الرخام، الغيام، قفده، بيضا نثيل، داعيا إلى الاهتمام بها والتعهد بعنايتها من حين لآخر. وقال: «تحظى الآثار في العالم بالاهتمام والرعاية من قبل الجهات المعنية، التي تحرص على حمايتها والتسويق لها لأنها تعدها من أبرز عوامل الجذب السياحي»، مشددا على أهمية حماية جبال الحرة وهي عبارة عن رجوم دائرية ومربعة ومبان حجرية متقاربة مع بعضها، متوقعا أنه لو حظيت تلك المواقع بقليل من الاهتمام لنافست الآثار العالمية وربما دخلت قائمة المناطق المرشحة لعجائب الدنيا السبع الجديدة. في حين، أكد خالد ناصر السبيعي أن الخرمة تغص بالعديد من الآثار التي تنتظر الرعاية والاهتمام، موضحا أن من أبرزها قصور بقيران بالدغمية، وآثار حوقان والمعيزيلة ومركز ابو جميدة، وقلعة المسهر التي تقع على بعد 45 كلم من الخرمة. وأضاف المؤرخ المعروف عبدالله الحضبي بأن قلعة المسهر عبارة عن برج من الطين بارتفاع أربعة أمتار، شيدها مجموعة من قبيلة السلمات من سبيع قبل أكثر من ثلاثة قرون ونصف، إضافة إلى عدد من مساجد الطين القديمة في أحياء ومراكز المحافظة المختلفة. واعتبر الحضبي أن الخرمة متحف مفتوح يغص بالآثار القيمة التي ترشح المدينة لدخول قائمة المناطق المنافسة للانضمام لأفضل المحافظات الأثرية على مستوى المملكة، متمنيا تسليط الإعلام عليها وترويجها أسوة بما تفعل الدول المتقدمة. في المقابل، أوضح عضو لجنة التنمية السياحية في الخرمة سعد دعال أنه جرى تشكيل فريق عمل لحصر المواقع التي لها خاصية الجذب السياحي لزوار المحافظة. وذكر أنه جرى حصر المواقع الأثرية مسبقا، وسيتم مجددا الرفع بها للهيئة العامة للسياحة، ويأتي في مقدمتها: السوق القديم والهجرة وآثار التعدين في عروق سبيع ومسهر الغريف والدوائر الحجرية في منطقة الذريبات وقصير الروم وآبار القنصلية ومسجد أبو جميدة ونقوش في حرة سبيع ومجرى وادي الخرمة وجبل تين والغراميل. وبين دعال أنه سيجري كتابة معلومات تاريخية وسياحية وجغرافية عن المواقع وسيتم توزيعها على المراكز الإعلامية السياحية على شكل برشورات ومطويات مصورة، تمهيدا للعمل على تطويرها.