مأزق حقيقي يواجه أهالي حي النصر في المدينةالمنورة أثناء انصراف الطلاب والطالبات، في ظل الكثافة السكانية العالية في الحي، إذ تكثر الاختناقات المرورية بسبب وجود عدد كبير من المجمعات المدرسية، ما يصيب شوارع الحي بشلل تام، خاصة بعد تفتيت الأمانة لأجزاء كبيرة من مساحته لصالح مشروع طريق الدائري الأوسط الذي يشق الحي إلى نصفين. ويبدي الأهالي أسفهم من فقدان حي النصر بريقه بعدما كان من أرقى أحياء المدينةالمنورة، كما أصبح يطلق عليه (حي النصر القديم) بينما تحول مسمى (حي النصر الجيد) إلى الحي الجديد في الجهة الغريبة، مؤكدين أن الحي كان يتميز بخصوصية اجتماعية فريدة، بينما الواقع الجديد الذي فرض عليه تسبب في هجرة الأهالي من منازلهم والتوجه إلى أحياء أخرى أكثر حداثة، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة تجمعات الكثير من العمالة نتيجة قرب الحب من المسجد النبوي الشريف. ويناشد المواطن خالد حسين الحربي الجهات المعنية بزيادة أعداد الدوريات المرورية خلال فترة الظهيرة خاصة مع بدء انطلاق العام الدراسي، حيث تكثر التجمعات الشبابية، لافتا إلى أن العديد من بنات الحي يتنقلون إلى مدارسهن مشيا على الاقدام لقرب المسافة بين المدارس والمنازل، وأثنى الحربي على إدارة التعليم مبينا قيامها في العام الماضي والحالي بعمل وصفه بالجيد من خلال إنشاء نادي للحي لاستثمار طاقات الشباب بدلا من اللعب في طرقات وشوارع الحي، ما كان له أثر إيجابيا ملحوظا، وتمنى الحربي استمرار نادي الحي خلال المرحلة القادمة خاصة أنه قضى على جزء كبير من السلبيات التي تمارس من قبل بعض الشباب المراهقين. ويشاطره الرأي نواف عبيدالله المغامسي إلا أنه استدرك مضيفا أن وضع الحي اختلف كثيرا عن السابق، حيث انتشرت المطاعم والمحلات التجارية بشكل لافت ما أدى إلى حالة من الفوضى والعشوائية -على حد قوله- خاصة مع إزالة الكثير من المباني السكنية لاستكمال الدائري الأول، مشيرا إلى أن تكرار الحوادث المرورية بسبب ضيق الطرقات وكثافة السيارات، ويرى المغامسي أن الحي أصبح مقصدا للكثير من العمالة الوافدة غير النظامية للسكنى فيه، إلا أن أكثر ما يزعج السكان -حسب تعبيره- هو انتشار كثير من المراهقين في سياراتهم يتجولون في الحي في فترة الذروة وقبل انتصاف الليل، ليصبح الوضع مزعجا لكل السكان، مشيرا إلى أن بعض الأهالي اضطر لعدم الانتقال من الحي كونه قريبا من المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية، مضيفا أنه رغم ذلك تبقى الصورة الحالية للحي في ظل الازدحام والاختناقات المرورية والإزعاجات، لا تساعد على البقاء والاستمرار فيه، مبينا أن مشروع الدائري الأوسط الذي كان يفترض استكماله وكذلك ارتباط الطريق بتقاطع العيون أمام مسجد اليحيوى توقف، كما أنه تم تفتيت أجزاء من الحي من الجهة الغربية، فيما ينتظر الأهالي استكمال الطريق، مناشدا الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإنهاء حالة الفوضى المرورية التي يشهدها الحي. من جانبه، أوضح عبدالعزيز المحمدي أنه وحسب الإحصائية الخاصة في مستوصف النصر، فإن عدد سكان الحي يتجاوز 20 ألفا ما يمثل نسبة كثافة سكانية كبيرة، خاصة أن هناك عددا كبيرا من المدارس التي تنتشر في وسط وأطراف الحي. مشيرا إلى أن حي النصر تعرض في الفترة الأخيرة لإهمال كبير، حيث ساءت حالة الطرقات وانتشرت فيها الحفريات، فيما غابت النظافة بشكل ملحوظ، وما زاد من خطورة الوضع العمالة التي تقطن الحي، حيث يرمون قاذوراتهم ومخلفاتهم على الطرقات، وتمنى المحمدي أن يقوم أعضاء المجلس البلدي وأمانة المدينة بزيارة للحي للوقوف على الطبيعة على الحالة السيئة التي يعيشها الحي. ويرى المحمدي أن انتشار الجرذان والفئران دليل على إهمال شركات النظافة، مؤكدا عدم قيامها بواجبها من حيث رش المبيدات، لافتا إلى أنها تشكل خطورة على صحة البيئة، بالإضافة إلى تمديدات الصرف الصحي التي أصبحت موضوع شكوى مستمرة من الأهالي. ولم يستبعد المحمدي أن يكون سبب كثرة الفئران والجرذان يعود إلى انتشار المطاعم والبوفيهات التي أصبحت ظاهرة في الحي. من جابنة أوضح ل«عكاظ» وكيل أمانة المدينةالمنورة للخدمات المهندس سلامة بن سليمان اللهيبي أن حي النصر يحظى بالخدمات مثل بقية أحياء المدينة، مشيرا إلى أن وجود فرق ميدانية تقوم بأعمال النظافة والرش بشكل مستمر، لافتا أن الأمانة لديها خطط استراتيجية لتطوير الأحياء العشوائية من ضمنها حي النصر ويجري العمل على إنشاء الدائري الأوسط الذي سيساهم في تطوير الحي.