من يتجول في حي الجامعة، وبالتحديد في كيلو 6 يدرك تمامًا حجم المعاناة التي يعيشها سكان هذا الحي الذي أصبح منسيًا من جميع الخدمات -على حد قولهم- حيث تتراكم النفايات في شوارعه وأزقته، ورغم وجود خدمات تصريف مياه الصرف الصحي إلا أنها دون جدوى في ظل غياب الصيانة عن هذه الأنابيب التي أصبحت تالفة ولا تفي بأي غرض من الأغراض التي وجدت من أجلها، وهنا يتساءل السكان عن المبالغ الطائلة المخصصة لصيانة الصرف الصحي، أين ذهبت؟. وأضافوا: "لا نعلم هل نشكو من تكاثر البعوض في ظل غياب الأمانة عن مكافحته وغيره من الحشرات الضارة، فضلًا عن وقلة الوعي لدى السكان، أم من الفئران التي أصبحت تحفر في أساسات منازلنا وداخلها، أو من المركبات التالفة المنتشرة في جنبات الحي ولا نعلم كيف يكون حلها". وأبدى المتحدثون تخوفهم من المشاكل الصحية التي قد تتسبب بها هذه المظاهر السالبة في الحي، مشيرين إلى أن المتخلفين الذين انتشروا في الحي يشكلون مخاوف كبيرة للسكان، كما أن الدراجات النارية مجهولة اللوحات تسبب إزعاجًا كبيرًا في ساعات الليل الأخيرة. غياب الخدمات يقول خميس مساعد المنتشري والذي يسكن في الحي منذ أكثر من 30 سنة: أصبح حينا منسيا تماما من جميع الخدمات، ومثال ذلك تمديدات الصرف الصحي التي لم تشهد أي أعمال صيانة منذ أن تم إنشاؤها، رغم أن هناك مبالغ تصرف لهذا الغرض ولكن لا يتم الاستفادة منها على أرض الواقع فقنوات التصريف أصبحت مقبرة للمركبات التي كثيرًا ما تقع بها، وقد تقدمنا بعدة شكاوي ولكن لا إجابة تذكر، فقط عبارة واحدة اعتدنا عليها وهي "سيتم ذلك في الخطة المقبلة"، نحن لا نريد خطة بل نريد العمل على صيانة هذه القنوات التي دفعت الدولة من أجلها ملايين الريالات. الفئران مشكلة حقيقية ويقول رجب هياس المنتشري: لدينا مشكلة حقيقية تتمثل في الفئران التي تحفر أساسات المنازل بسبب غياب الأمانة عن مكافحتها، فأصبحنا نخاف على أطفالنا منها، لذلك يجب العمل على الأمانة محاربتها كونها تهدد بنشر الأمراض بين السكان، خاصة في ظل تراكم النفايات، وتدني مستوى النظافة في الحي. وهناك أيضًا مشكلة كثرة المركبات التالفة في الحي، والتي أصبحت تشكل لنا هاجسًا مزعجًا من حيث تواجد الثعابين داخلها، فيجب على الأمانة رفع هذه المركبات، والتي أصبحت جزءًا أساسيًا من المشاهد المعتادة في الحي وبعضها له سنوات عديدة، كذلك لا بد من تكثيف عمليات الرش للمياه المتوجدة داخل بعض الأحواش التي أغلقها أصحابها مما تسبب في تكاثر البعوض والحشرات السامة في الحي بأكمله. منازل يسكنها المخالفون ويتحدث علي الزهراني عن كثرة المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل داخل الحي خاصة في المنازل التي هجرها سكانها، مؤكدًا أن هذا شيء خطير يجب معالجته بأسرع ما يمكن من قبل الجهات المعنية، مضيفًا "نحن نخاف على منازلنا أثناء غيابنا عنها بسبب تواجد هؤلاء المخالفين". وبالفعل رصدت "المدينة" خلال جولة ميدانية في الحي انشغال عدد من عمال البلدية بجمع الأدوات البلاستيكية والكراتين ووضعها في أحد الأحواش بالتعاون مع أحد العمالة من جنسية عربية من أجل بيعها، فيما حال النظافة يغني عن السؤال، كما رصدت وجود عدد من الدراجات النارية التي لا تحمل لوحات مرورية تثبت ملكيتها. “الجوازات”: نرصد أماكن تجمع العمالة المخالفة أكد المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين أن حملات الجوازات مستمرة لجميع الأماكن التي يكثر فيها المخالفون أو التي يتم الإبلاغ عنها من قبل المواطنين. وأضاف: قمنا بحملات متعددة على حي الجامعة أسفرت عن القبض على عدد كبير من المخالفين، ومع ذلك فإن رجال الجوازات يواصلون حملاتهم سواء المنفردة أو المشتركة مع الجهات الأخرى للقضاء على ظاهرة التخلف، حيث يقوم رجال البحث والتحري في دوريات الجوازات برصد الأماكن التي يتجمع بها المخالفون، ومن ثم يتم مداهمتها والقبض عليهم. وطالب الرائد الحسين الأخوة المواطنين والمقيمين بعدم التستر على المخالفين حتى لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة، طالبًا من الجميع التعاون مع رجال الجوازات وغيرها من الأجهزة الحكومية المعنية بالإبلاغ عن أي مخالفة. “الأمانة”: جهودنا مستمرة لمكافحة الفئران ورفع مستوى النظافة أوضح مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة أن الأمانة تقوم بعمليات رش شبة يومية للأحياء التي يتكاثر بها البعوض ومن ضمنها حي الجامعة ك 6، أما من جهة النظافة في الحي فهنالك شركات متعاقدة معها الأمانة للقيام بأعمال التنظيف ورفع المخلفات، وأي شركة يلاحظ تقاعسها في أداء مهامها يتم محاسبتها، لافتًا إلى أن مراقبي البلديات منتشرون في جميع الأماكن لرصد أي قصور. وأضاف المصدر: بالنسبة للفئران تقوم الأمانة بمحاربتها ومكافحتها بالطرق المدروسة، خاصة في منطقة الكورنيش والأحياء الشعبية التي تتكاثر فيها ومن ضمنها حي الجامعة، وأماكن تجمع الأغذية التي تعتبر من أهم الأسباب التي تساعد على استمرارها، مؤكدا أن هناك حملات مكافحة مكثفة للحد من آفات الصحة العامة وإبعاد أي مخاطر عن الإنسان.