حي النصر في المدينةالمنورة، الذي كان يعتبر حتى فترة قريبة من أبرز أحدث أحياء طيبة الطيبة، فقد أهميته شيئا فشيئا حتى تحول إلى حالة غريبة وعجيبة من العشوائية والشعبية، بعدما فقد الكثير من بريقه، في حين ما زال سكانه ينتظرون التطوير بعد تفتيت أجزاء كبيرة منه وإزالة عدد كبير من المباني السكنية، لاستكمال مسار الدائري الأوسط الذي تنفذه أمانة المدينةالمنورة على مراحل. الواقع الجديد الذي يعيشه الحي تسبب في دفع كثير من الأهالي إلى ترك منازلهم والتوجه إلى أحياء حديثة، بعدما كانوا ينعمون لسنوات بالسكن في حي يمتلك خاصية اجتماعية مميزة كباقي الأحياء القديمة في المنطقة، إضافة إلى أن الحي أصبح هدفا لسكن العمالة خصوصا غير النظامية. والزيارة إلى الحي الذي تحولت مداخله إلى محلات ومراكز تجارية، تعطيك فكرة عما أصبح عليه بعدما كان ذات يوم أحد أبرز أحياء المدينة، إذ بمجرد الدخول إليه، خصوصا خلال فترة الظهيرة ومع انصراف الطلاب والطالبات من المدارس المجمعة، يتحول الحي الى حالة من الفوضى والعشوائية، فتظهر المظاهر السلبية من بعض المراهقين الذين يتجولون في الشوارع خلال فترة انصراف الطالبات، الأمر الذي دفع أولياء الأمور إلى المطالبة بتكثيف الدوريات الأمنية للحد من هذه المظاهر. وقال عبدالرزاق الحجيلي أحد السكان، إن حي النصر أصبح في وضع يرثى له وتحول إلى حالة من الفوضى والعشوائية، خصوصا مع إزالة الكثير من المباني السكنية لاستكمال الدائري الأول، مشيرا إلى تكرار الحوادث المرورية بسبب ضيق الطرقات وكثافة السيارات. وأضاف أن الحي أصبح مقصدا للكثير من العمالة الوافدة غير النظامية للسكن فيه، إلا أن أكثر ما يزعج السكان حسب رأيه، هو انتشار كثير من المراهقين في سياراتهم يتجولون في الحي في فترة الذروة وقبل انتصاف الليل، ليصبح الوضع مزعجا لكل السكان، مشيرا إلى أن بعض الأهالي فضل عدم الانتقال كون الحي قريبا من المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية. وأضاف أنه رغم ذلك تبقى الصورة الحالية للحي في ظل الازدحام والاختناقات المرورية والإزعاجات، لا تساعد على البقاء والاستمرار في الحي. وبين أن مشروع الدائري الأوسط الذي كان يفترض استكماله وكذلك ارتباط الطريق بتقاطع العيون أمام مسجد اليحيوى توقف، مشيرا إلى أنه تم تفتيت أجزاء من الحي من الجهة الغربية، فيما ينتظر الأهالي استكمال الطريق، مشيرا إلى أن بقاء الحال على ما هو عليه يساهم في زيادة حالة الفوضى المرورية في الحي. من جانبه أوضح حسن أحمد المولد أنه وحسب الإحصائية الخاصة في مستوصف النصر، فإن عدد سكان الحي يتجاوز 20 الفا وهو يمثل نسبة كثافة سكانية كبيرة، خصوصا أن هناك عددا كبيرا من المدارس التي تنتشر في وسط وأطراف الحي. وقال إن النصر تعرض الى إهمال كبير، خصوصا في الفترة الأخيرة، حيث ساءت حالة الطرقات وانتشرت فيها الحفريات، فيما غابت النظافة بشكل ملحوظ، وما زاد من خطورة الوضع العمالة التي تقطن الحي الذين يرمون قاذوراتهم ومخلفاتهم على الطرقات. وقال: أتمنى من أعضاء المجلس البلدي وأمانة المدينة زيارة الحي على الطبيعة ومشاهدة سوء الحال الذي وصل به. وأوضح أن انتشار الجرذان والفئران يؤكد أن شركة النظافة لا تقوم بواجبها من حيث رش المبيدات، إضافة إلى أنها تشكل خطورة على صحة البيئة، ليضاف إليها تمديدات الصرف الصحي التي أصبحت موضوع شكوى مستمرة من الأهالي. ولم يستبعد أن يكون سبب كثرة الفئران والجرذان يعود إلى انتشار المطاعم والبوفيهات التي أصبحت ظاهرة في الحي. تطوير العشوائية أكد المهندس يحيى سيف الوكيل المساعد للخدمات في أمانة المدينةالمنورة أن حي النصر يحظى بالخدمات مثل بقية أحياء المدينة، مشيرا إلى وجود فرق ميدانية تقوم بأعمال النظافة والرش بشكل مستمر. وقال إن الأمانة لديها خطط استراتيجية لتطوير الأحياء العشوائية من ضمنها حي النصر.