يطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة الليلة في افتتاح مهرجان «سوق عكاظ»، مركز عكاظ للشعر العربي الذي سيكون نواة لمؤسسة علمية أكاديمية تختص بالشعر بوصفه فن العربية الأول، انطلاقا من الاهتمام الذي توليه المملكة للأدب والثقافة، واتساقا مع كون الشعر من المكونات الأساسية لثقافة الإنسان العربي. من جانبه، أوضح أمين السوق الدكتور جريدي المنصوري، أن فكرة المركز نبعت من الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، الذي استقرأ تاريخ عكاظ ووجد أنه المكان المناسب الذي تتمحور حوله كل قضايا الشعر العربي وتؤول إليه، بوصفه المكان الأول الذي نبتت فيه شجرة الشعر العربي. وقال المنصوري: «يتشعب من مركز دراسات عكاظ وحدات تهتم بما تتمخض عنه الملتقيات والورش»، مشيرا إلى أن المركز سيتيح للمواطنين العاديين الالتحاق به، والمساهمة في استقطاب الأجيال من جميع مناطق المملكة. وأضاف: إن المركز يهدف إلى النهوض ببحوث الشعر ودراساته ومد الجسور بين المؤسسات التي تعنى بالإبداع مثل مؤسسة الفكر العربي، وبيوت الشعر في تونس والمغرب ومصر والشارقة وأبوظبي وعمان والمنامة. وقال المنصوري معقبا: «يهدف المركز أيضا إلى تعزيز الصلة بين المواطنين والشعر بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، والاستفادة من تقنيات التعليم عن بعد لإتاحة الفرصة لمن شاء الالتحاق بالدراسة بالمركز من البلاد العربية ومن أنحاء العالم». وأفاد المنصوري أنه جرى إعداد الملتقى الإلكتروني للشعراء على شبكة المعلومات الدولية، الذي سيتيح مشاركة الشعراء العرب مباشرة من بلدانهم ومواقعهم الإلكترونية. وأضاف: إن تسجيل الملتقى يندرج ضمن الفعاليات الثقافية لسوق عكاظ، وأبان أن مسابقات سوق عكاظ متنوعة ولكل نوع طبيعته التي تفرض طريقة التعامل معه، وعقب بقوله: «في كل الأحوال هناك لجان تشرف على الجوائز ولجان للتحكيم، واللجنة الثقافية، ولجنة إشرافية عليا، وكل جائزة لا بد أن تمر عبر هذه القنوات، وشعراء المسابقة في سوق عكاظ تقيم أعمالهم أولا عن طريق اللجنة المشرفة على الجائزة، والأعمال المرشحة ترسل للمحكمين الذين يتم اختيارهم من المؤهلين علميا من أرباب الاختصاص. ولفت إلى أن القائمين على الأكاديمية وضعوا المناهج التي تختص بنقد الشعر ومدارسه القديمة والحديثة، وشكلوا فريقا لتحقيق مخطوطات الشعر تمهيدا لنشرها بكل اللغات كي يتم التعرف على كنوز الموروث الشعري وإنشاء قسم للنشر تشرف عليه لجنة مختارة من الأساتذة، يتولى نشر الدواوين الشعرية والدراسات التي تختص بنقد الشعر، والإشراف على مجلة فصلية للمركز، بالإضافة إلى نشرة غير دورية عن الأنشطة ودعم مسيرة التعليم والثقافة بتنظيم فعاليات الأنشطة والبرامج الشعرية عن طريق المحاضرات والندوات والمسابقات والملتقيات الشعرية التي تنظم للشعراء السعوديين والعرب والعالميين، مضيفا أن المركز سيكون له دور تكاملي مع المؤسسات الجامعية والبحثية ومؤسسات الثقافة والمجتمع المدني المعنية بالشعر أو التي يكون الشعر واحدا من اهتماماتها ومجالات أنشطتها، وأشار إلى أن فعاليات السوق تتضمن لقاء أجيال بين الشعراء على مستوى المملكة والدول العربية، تتفاعل فيه الأصوات الشعرية بكل أطيافها، وذلك في سبيل إعادة اكتشاف الشعر بوصفه أساسا قويا للتعبير عن الوجود والثقافة.