فوجئ أولياء أمور طالبات مدرسة الحديقة الصغيرة في جدة برسائل عبر هواتفهم المحمولة بأن عليهم التوجه إلى المجمع التعليمي واستعادة رسومهم الدراسية وملفات بناتهم نظرا لأن مالك المبنى يرغب في استعادة مبناه. وذكر أولياء الأمور أن الرسائل جاءت مفاجئة بالنسبة لهم من غير سابق إنذار، وعندما توجهوا إلى المدرسة والتحدث مع المديرة والمعلمات حول المشكلة، اكتشفو أن معاناة الطالبات لا تقل عن المعلمات لأنهن سيواجهن نفس المصير وهو البحث عن مدرسة أخرى، حيث بدأن منذ الصباح الباكر بالبحث عن مدارس بديلة إلا أن مديرات المدارس الحكومية أكدن أن عدد الطالبات لديهن كاف ولا يمكن استيعاب عدد آخر من الطالبات، ونصحن أولياء الأمور بأن يتوزعوا على مدارس جدة الحكومية والأهلية حتى يتمكنوا من الحصول على مقاعد لبناتهم ومواصلة الدراسة في العام الدراسي الحالي، إلا أن أولياء الأمور أشاروا إلى أن عدد الطالبات يصل إلى 400 طالبة في جميع المراحل الدراسية، وأن استيعابهن جميعا في الوقت الحالي في مدارس جدة أمر صعب لأن الدراسة بدأت منذ أسبوعين، معربين عن مخاوفهم من ألا تتمكن بناتهم من الالتحاق بالدراسة في الوقت المحدد. ومن ناحية أخرى، تفاجأت الطالبات بجميع مراحلهم الدراسية بقرار إغلاق المدرسة حيث نما إلى علمهن ضرورة سحب الملفات نظرا لتوقف الدراسة في المدرسة، الأمر الذي أثار حفيظة أولياء الأمور والطالبات والمعلمات خاصة بعد دفع الرسوم الدراسية التي تتراوح بين 7 و10 آلاف ريال إضافة إلى المريول المدرسي الذي يبلغ سعره 250 ريالا. «عكاظ» رصدت ميدانيا تذمر أولياء الأمور وشكوى الطالبات ولسان حالهن يقول: إلى أين نذهب والتسجيل في المدارس الحكومية يحتاج لإجراءات عديدة فضلا عن اكتفاء المدارس الأهلية. وعلى إثر ذلك، تم تسليم ملفات الطالبات وإرجاع ما تم دفعه من رسوم دراسية عبر شيكات، فيما أبدت طالبات الصف الثالث ثانوي انزعاجهن من خبر إغلاق المدرسة وسحب الملفات لأن الانتقال إلى مدرسة أخرى سوف يؤثر على تحصيلهن العلمي. وأبدت أمهات الطالبات استياءهن كون القرار مفاجئا، ما يربك التحصيل العلمي للطالبات خاصة عند الانتقال إلى بيئة مدرسية أخرى حيث يحتجن إلى وقت للتكيف، إضافة إلى عدم ضمان توفر وسائل مواصلات في المدارس الأخرى لاسيما أن غالبية الطالبات يسكن في أحياء قريبة من المدرسة. ولا يختلف حال المعلمات كثيرا عن واقع الطالبات حيث أكدن أنهن تفاجأن بخبر إغلاق المدرسة البارحة مما يكلفهن البحث عن وظائف في مدارس أخرى. من جهته، أوضح مدير الإعلام التربوي والناطق الإعلامي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالمجيد الغامدي أن المشكلة بين مالك المبنى وصاحبة المدرسة والتي أبلغت منذ عام بأن عليها تسيلم المبنى، وكان عليها البحث عن مدرسة بديلة أو إبلاغ أولياء الأمور حتى يتمكنوا من البحث عن مدارس بديلة إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث. وأضاف الغامدي «يوجد في المدرسة قرابة 400 طالبة وتسعى إدارة التربية إلى تأمين مدارس للراغبات في الانتقال لمدارس حكومية، أما الراغبات في الالتحاق بمدارس أهلية فبإمكانهن البحث عن مدرسة أهلية بديلة مناسبة، وفي حال واجهن مشكلات في القبول فإدارة التربية والتعليم ستعالج المشكلة أولا بأول، مشيرا إلى أن هناك لجنة مختصة ستتابع مشكلة مدرسة الحديقة الصغيرة وما سيترتب عليه من نتائج. ومن جهتها، علقت رئيس لجنة المدارس الأهلية بنات في غرفة جدة فريدة فارسي بقولها إن دور اللجنة ينحصر في مباشرة الارتقاء بالمستوى التعليمي والتربوي لطالبات المدارس الأهلية مشيرة إلى أن المطالبات التي تصب في مصلحة تطوير مستوى الأداء التربوي تكون موجهة من اللجنة إلى الجهات ذات العلاقة لأن ذلك ينعكس على جودة مخرجات التعليم بشكل عام، موضحة أن اللجنة ليس لها علاقة بمثل هذه المشكلات، باستثناء المدارس المسجلة تحت مظلة اللجنة في غرفة جدة، مؤكدة أنه في مثل إغلاق هذه المدرسة ينبغي تواجد المشرفة التربوية من إدارة التربية والتعليم لشرح أسباب ما حدث للطالبات وأولياء الأمور.