يعاني عدد كبير من الشباب من السمنة وبدأت، على الأرجح، تشكل خطرا يهدد سلامتهم وصحتهم ويعطل نشاطهم البدني، ويحرمهم من العيش بصورة طبيعة أسوة بأقرانهم، ما يدخل بعضهم في حالات مزاجية وحرج بالغ يؤثر عليهم من كافة النواحي، غير أنهم لا يستطيعون التخلص من هذه السمنة ولا يجدون إلى النحافة سبيلا، بالرغم من بحثهم المتواصل عن طرق موصلة إلى النحافة ووداع الشحوم الزائدة في الجسم، ولم يترك بعضهم طبيبا أو معالجا طبيعيا حتى يرى الحياة كما يراها الآخرون ولكنه يفشل في ذلك، بينما ينجح بعضهم في الإفلات من كابوس السمنة بعد مجهود خرافي. الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن نسبة السمنة في المملكة تتراوح بين 20 و30 في المائة، محتلة المرتبة الثالثة على مستوى العالم بعد أمريكا والكويت، حيث وصلت النسبة عند النساء إلى 60 في المائة من إجمالي عدد السكان، بينما نسبة السمنة بين الرجال لامست ال40 في المائة، وجاء نصيب معدل زيادة الوزن 36.9 في المائة من إجمالي السكان بالسعودية، كما اتضح أن أعلى نسبة لانتشار السمنة في المنطقة الغربية 42 في المائة، تليها الوسطى 40 في المائة، بينما أقل معدل يوجد في المنطقة الجنوبية بنسبة 30 في المائة، ما يكلف المملكة أكثر من 500 مليون ريال سنويا، حسب الإحصاءات، بسبب تردد المصابين بالسمنة على المستشفيات للعلاج من الأمراض التي تسببها. إفراط في الأكل الأمين العام لجمعية السكر والغدد الصماء في المنطقة الشرقية الدكتور كامل سلامة، أوضح إصابة عدد من الأطفال والشباب بالسمنة، مؤكدا ارتباطها بالكثير من الأمراض غير المعدية مثل السكري، أمراض القلب، السكتات الدماغية، ارتفاع مستوى ضغط الدم، آلام المفاصل وبعض أنواع السرطان، منوها إلى أن نسبة السمنة بين الأطفال في المملكة وصلت إلى حوالى 18 في المائة بسبب الإفراط في الأكل، خاصة الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأكل بين الوجبات وقلة الحركة، كما نبه في الوقت ذاته إلى أن السمنة لا تعتبر مجرد مشكلة صحية، بل مشكلة اقتصادية أيضا. وذكر أن الجمعية أطلقت مؤخرا مخيما للتثقيف الصحي بالتعاون مع مركز «سايتك»، اشتمل على قياس مؤشر كتلة الجسم وضغط الدم ونسبة السكر فيه، مخرجا عددا من الأطفال من الأبناء والبنات كسفراء للجمعية للتوعية من السمنة وعواقبها المرضية كالسكر وارتفاع ضغط الدم وغيره من الأمراض المزمنة. خمول الشباب عضو اللجنة الصحية المدرسية وعضو منظمة الصحة العالمية في الخبر منصور العسكر، كشف عن وجود إحصائية تقول إن 80 في المائة من مشكلة الخمول التي يعاني منها الشباب سببها السمنة، بالإضافة إلى وجود ما يقارب 47 مرضا مزمنا مرتبطا بها، مشيرا إلى ضعف المقررات الدراسية وعدم تلبيتها الحاجة الكافية للنشاط البدني، لأن الحد الطبيعي الذي يفترض على طلاب المرحلة الثانوية والابتدائية ممارسة الرياضة فيه ما بين 225 إلى 150 دقيقة أسبوعيا، على اعتبار أنها تسهم في علاج مشكلات السمنة. الشاشات والسمنة ولفت العسكر الانتباه إلى إحصائية تشير إلى أن معظم الأطفال بين سن الخامسة إلى السابعة يجلسون أمام شاشات التلفاز والأجهزة الإلكترونية المختلفة لساعات طويلة من اليوم، ما يعد مؤشرا للخمول بينهم في المستقبل لأنهم يعتادون على الأمر ويكون من الصعب عليهم التخلي عنه وبالتالي تصيبهم السمنة جراء عدم الحركة. وبين العسكر أهمية اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، مطالبا الجهات المعنية بإخراج الإحصائيات الصحيحة حتى يتمكن الناس من علاج المرض، معتبرا أن البعض يحارب الدورات التوعوية لما فيها من مضار مادية تترتب عليها بحالة انتشار الوعي الصحي لدى العامة، وهذا ينعكس على المجتمع سلبا ما يدعو لمحاربة هؤلاء تمهيدا لقطع دابر السمنة وأمراضها المصاحبة. 30 عملية جراحية وترى الدكتورة حنان الغامدي المدير الطبي واستشارية جراحة المناظير والسمنة والكبد بمستشفى قوى الأمن بالدمام حاجة البدناء لعمليات السمنة، مبينة أن الأقسام الطبية تتمتع بأهلية عالية وتعتمد على كوادر طبية متمكنة مجهزة بأفضل المعدات والخدمات الطبية المساندة المدربة لمعالجة المرض أو إجراء العمليات، واستطردت قائلة: «هذا النوع من العمليات التخصصية لا يجرى إلا في مراكز قليلة ويحتاج تجهيزات بشرية وتقنية عالية تتعدى غرف العمليات إلى الأقسام الأخرى التي تشارك في علاج مثل هذه الأمراض عبر فريق عمل مؤهل من أطباء باطنية وعناية مركزة وتغذية إكلينيكية وجراحات تخصصية أخرى». وذكرت الدكتورة حنان أن العمليات تتمثل بتحويل المسار وتصغير المعدة، مؤكدة نجاح المستشفى في إجراء أكثر من 30 عملية بنجاح تام لمرضى كانوا يعانون من زيادة مفرطة في أوزانهم، كما أشارات إلى أنه في القريب العاجل سيتم افتتاح وحدة خاصة لعلاج السمنة. صالات رياضية الشاب طاهر الحارثي وأقرانه وليد بن ساعد، نواف البلاهدي، وعبدالله الهويدي طالبوا بالتوسع في إنشاء الصالات الرياضية وزيادة فعالية بيوت الشباب والترويج لها بتقديم عروض لجذبهم، من أجل مكافحة الخمول والسمنة لدى البعض، معتبرين أن الأمر في غاية الأهمية ليكونوا في حالة صحية مثالية، ولا يعانوا من أي أمراض.