أعلن أهالي حي النايفية بالأحساء عن معاناتهم مع طفح مياه المجاري ونقص خدمات الإنارة، مبدين قلقهم من المشاهد التي يرونها أمامهم كل يوم وتزكم أنوفهم بالروائح الكريهة وتنشر الأمراض الوبائية في الحي، مؤكدين أنهم رفعوا العديد من الشكاوى للجهات المسؤولة على مدى ال91 عاما الماضية لمعالجة الوضع على وجه السرعة، بيد أن الاستجابة لم تأت حتى الآن، واعتبر المتحدثون أن هذا إهمال واضح لحيهم بالرغم من الوعود التي ظلوا يتلقونها بين الفينة والأخرى بأن تستجاب طلباتهم دون أن يكون هناك تحرك فعلي. حفيظ سالم المري، ذكر أنه يقطن في الحي منذ عام 1994م وظل يقدم طلبه بتحسين أوضاع الصرف الصحي، ولكن الجهات المسؤولة لم تعره اهتماما، علما بأن الأحياء المجاورة للنايفية حديثة وتم توصيل شبكة الصرف الصحي وشبكة الإنارة لها، ويضيف «أهالي الحي يعانون من تسرب مياه المجاري، ما يعيق سيرهم في الشوارع ويحرمهم هذا الأمر من الذهاب للمساجد، الأمر يحرجنا كثيرا مع زوارنا من كافة أنحاء دول الخليج، كما أن تلك المستنقعات تعتبر بؤرا للحشرات مثل (البعوض) وسبق أن تضررت منها وعولجت ب14 حقنة»، وذكر أن الوعود تأتي كل عام بتخصيص ميزانية لتنفيذ المشاريع بالحي، غير أنهم يفاجأون بتحويلها لصالح أحياء مجاورة. طلب مهمل راجح غالب السبيعي يقول إنه يسكن النايفية منذ عشرة أعوام، ومتابع لما يدور في أروقته، راويا كيف تحول المبلغ المخصص لشبكة الصرف الصحي بالحي إلى نظيره المجاور، وقال «تقدم المواطن علي التمتام نيابة عن أهالي الحي بطلب لتوصيل شبكتي الصرف الصحي والإنارة، ووعد بالتنفيذ من الجهة المختصة بعد الانتهاء من مشروع الصرف الصحي بالسلمانية الجنوبية التي تبعد عن الحي حوالي 50 مترا، ولكن فجأة تحول مشروع توصيل شبكة الصرف الصحي إلى العزيزية، وألقيت مطالب حينا إلى سلة المهملات (طبقا لروايته) وفي ذات الوقت تواصلت المشاريع التعميرية في أحياء أخرى». وزاد السبيعي «أهالي حي النايفية يعانون من عدم تعاون الجهة المتعهدة بسحب مياه المجاري مما تسبب في أمراض وبائية وتلوث البيئة وظهور روائح كريهة»، مطالبا رئيس أمانة الأحساء عادل الملحم بالنظر إلى معاناة أهالي الحي والقيام بحلها في القريب العاجل حتى لا تتفشى الأمراض التي لا يستطيعون إلى علاجها سبيلا. رغبة في الهرب ناصر بن هندي (صاحب مكتب عقاري) يقول إن رغبة السكان في الرحيل من الحي أصبحت كبيرة، لما يجدونه من سوء خدمات بالإضافة إلى المستنقعات المنتشرة في أروقته بفعل تسرب مياه الصرف الصحي باستمرار ما يجلب مختلف الأوبئة، ويضيف «أسكن بهذا الحي منذ تسعة عشر عاما ولا أرى تطورا فعليا فيه، بل يزداد سوءا نسبة لعدم الاهتمام به من قبل المسؤولين، بدليل نقص الخدمات الأساسية كالإنارة مثلا وفوق ذلك الروائح الكريهة المنبعثة من المستنقعات، وبالرغم من أن هذا الحي يعتبر حديثا مقارنة بأخرى وشبكة الصرف الصحي تبعد عنه مسافة 50 مترا فقط، إلا أنه يجد الإهمال ويعاني أهله كثيرا. الناقلات لا تعمل علي بن سالم بن هندي يذكر أنه اعتمد إنشاء شبكة الصرف الصحي منذ عام 2008 بالحي ولكن عند نهاية العام صرفت ميزانيتها لصالح حي آخر، مؤكدا أنهم ظلوا يراجعون المصلحة كل عام ولا يجنون إلا الوعود، وظلوا يتحملون مشهد امتلاء الشوارع بمياه المجاري، موضحا أن «الوايتات» التابعة للجهة المتعهدة والمخصصة لسحب مياه المجاري لا تعمل بالصورة المطلوبة ما يؤدي إلى تسرب مياه المجاري وكثرة المستنقعات بالحي وانتشار الأمراض. محبوسون من المدارس مسفر محمد الدوسري شرح ل«عكاظ» الحالة التي وصلوا وهو يقول «تخيل أن أبنائي لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس بسبب المستنقع الموجود أمام منزلنا، نعاني جدا منه ولا يمكننا تفاديه، لمدة عشر سنوات نطالب بردمه وتخليصنا منه ولكن لا استجابة»، مجددا طلبه مرة أخرى للجهات المختصة لتخليصهم من العذاب الذي يلاقونه، خاصة أنه أصبح مأوى للحشرات الناقلة للأمراض، في انتظار إبادتها وإراحة أهل الحي منها.