نعى عدد من المثقفين والقيادات التربوية والتعليمية الشيخ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش الذي انتقل البارحة إلى رحمة الله بعد مسيرة علمية وتربوية وثقافية مخلفا مجموعة من المؤلفات في شتى العلوم والمعرفة. وأوضح عبد الرحمن العثمان عضو مجلس الشورى مدير عام تعليم البنات في المنطقة الغربية سابقا، أن الشيخ عبدالملك رجل يحمل الكثير من الميزات والسمات القيادية، وقال: «رئيسنا في العمل إبان كنت مديرا عاما للتعليم في المنطقة الغربية قيادي ناجح خدم المملكة في كثير من المواقع وتقلد العديد من المناصب القيادية وله مواقف متعددة وله صفات حميدة يشهد بها كل من تعامل معه»، واضاف «لا نملك في هذه اللحظات إلا أن ندعو له بالرحمة والثبات وأن يجعل كل ما قدمه في موازين حسناته». من جهته، الدكتور أحمد عمر الزيلعي عضو مجلس الشورى قال: «ندين للراحل خدمته للتراث الإسلامي وتحقيقه لأمهات الكتب التي تعنى بمكةالمكرمة كما أن له دراسات أيضا تتعلق بتاريخ مكة وتحديد معلم الحرم»، وأضاف: «كان الراحل كريما في توزيع الكتب فلم يكن يريد من تحقيق هذه الكتب إلا وجه الله تعالى فكان يوزعها ويرسلها على نفقته الخاصة إلى طلاب العلم وبموته خسرت العناية بالتراث واحدا من أهم من عني بتحقيقه ونشره وإيصاله إلى أيدي الباحثين والدارسين وآمل من أسرته وعلى رأسهم الأخ الدكتور عبداللطيف بن دهيش أن يواصلوا المسيرة التي اختطها المرحوم» . بدوره قال عضو مجلس الشورى صالح الحميدي مدير عام الشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية والتعليم -سابقا «لقد آلمنا خبر وفاة الشيخ عبدالملك بن دهيش فهو من خيرة القيادات التربوية التي عملت معه أبان كان قائدا لدفة تعليم البنات من عام 1411حتى 1416ه حيث كان قريبا منا ويتعرف على المشاكل والقضايا التي تعترضنا عن قرب ويسعى جاهدا لحلها وتيسير الأمور وسير العمل بالطريقة السليمة، كما أن تعليم البنات في عهده شهد قفزة كبيرة حيث فتحت الكثير من المدارس والكليات والمعاهد وكنا جميعا نعمل بروح الفريق الواحد دون كلل أو ملل ، فهو رجل فاضل وهادئ فرض حبه واحترامه على الجميع حيث يحترم الكبير ويقدر الصغير ويتقبل النقد وفعلا فريد من نوعه في تلك الفترة حقا نعم الرجل رحمك الله رحمة واسعة». أما الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس مجلس إدارة نادي جدة الأدبي فقال: «الراحل رجل علم ودولة ومجتمع أسس وصنع كثيرا من مساحات التربية لاسيما في مجال تعليم المرأة كما انه معروف بالخير والبذل لكل من يعرف ومن لم يعرف ظل منزله موئلا لكل قاصد كما ظل هو بيت خبرة في مجالات كثيرة إدارية وقضائية وتربوية وعلمية لا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة وان يجزيه على ما قدم خير الجزاء»، بدوره نعى عبد الكريم بن حمد الحقيل مدير عام التربية والتعليم لتعليم البنات بمحافظة جدة سابقا الراحل قائلا: «الشيخ عبدالملك بن دهيش من القيادات المميزين في إدارة العمل وهو رحوم وعطوف ويحب الخير ويساعد الناس خاصة المحتاجين منهم ويقف بجانبهم ويتابع قضاياهم ويسعى جاهدا لحل مشاكلهم بشتى الطرق دون التأثير على العمل التربوي»، وأضاف «الشيخ عبدالملك قوي في قراراته ومتابع بشكل جيد للعمل التربوي خاصة القضايا الميدانية حتى أنه أي شرح أو قرار يوقعه يتبناه ويتابعه ويسأل عنه إلى أين وصل وماذا تم بشأنه، ناهيك عن أنه صاحب قرار ومواقف مشرفة، وكان يقدر عمل الجميع ويحترمهم ويتقبل آراءهم واقتراحاتهم ويعمل على تطوير العمل بشكل دقيق وهو من المبادرين والمؤيدين بروح العمل الواحد لما فيه مصلحة العمل ونجاحه». من جهته، قال عثمان العبد الجبار مدير عام الكليات في منطقة الرياض - سابقا –: «أسأل الله عز وجل أن يتغمد شيخنا الفاضل بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته»، وأضاف «الراحل كان محنكا وكان التعليم في عهده إبان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله شهد قفزات إلى الأمام وكان في أرقى زهوره ونهوضه، حيث شهد عهده فتح العديد من المدارس في القرى والمدن والهجر كما فتحت العديد من الكليات ومعاهد المعلمات في تلك الفترة فيما شهد عهده إقامة الكثير من المباني والمشاريع التعليمية في المناطق والمحافظات، كما أن الشيخ عبدالملك أول رئيس لتعليم البنات يشرك القطاع الخاص بشأن إنشاء المباني والمنشآت التعليمية، كما وفر العديد من الفرص الوظيفية والتعليمية للمعلمات والإداريين والإداريات بالإضافة لتوفير كل ما يلزم التعليم، حيث كان رجلا مخلصا ومتفانيا من أجل تعليم الفتاة وتطوير التعليم في بلادنا، ادعو الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان». بدوره أشار التربوي والإعلامي الدكتور محمد سالم الغامدي إلى أن الراحل كان من العلماء البارزين والمؤرخين الذين اثروا الساحة الثقافية والتربوية والقضائية بالرؤى والأطروحات المتميزة، وقد شهد عصر تطور تعليم البنات ومرفق القضاء وقال «الراحل أثرى مجالات المعرفة بإسهامات بارزة سواء من خلال الندوات والمحاضرات والأبحاث أو من خلال الإصدارات التي ألفها في شتى المجالات». ونعى الباحث الدكتور زيد الفضيل عضو الجمعية العمومية لنادي جدة الأدبي الراحل قائلا: «لقد مثل الشيخ عبدالملك بن دهيش رمزا ثقافيا ودينيا في مملكتنا خلال الفترة الماضية، فهو متعدد الملامح والصفات، حيث عمل في حقل التربية والتعليم، وكان له جهده في تطوير التعليم النسوي، كما كانت له جهوده في خدمة التراث وتحقيق العديد من المخطوطات، ونشر العديد من المؤلفات القيمة، واهتم باقتناء الكثير من الكتب القيمة والنادرة، وهو ما جعله أحد البارزين في مشهدنا العلمي خلال الفترة الماضية من حياته».