ودعت العاصمة المقدسة مساء أمس الدكتور عبدالملك بن عبدالله بن دهيش أحد علمائها البارزين، والذي انتقل الى رحمة الله مساء امس بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، الذي كان يرقد فيه قرابة السنتين إثر تعرضه لمرض ألزمه السرير الأبيض بالتخصصي. وسيصلى على الفقيد بالمسجد الحرام بعد صلاة الجمعة اليوم ويوارى جثمانه الثرى في مقبرة العدل، فيما سيتم استقبال المعزين بمنزل الفقيد بحي العزيزية. وللفقيد 6 أبناء ذكور وابنة واحدة، منهم اثنان أعضاء في هيئات تدريس جامعية. لقد قضى الفقيد الدكتور عبدالملك بن دهيش حياته في العلم والبحث، حيث خلف بعد وفاته مكتبة تضم اكثر من 30 ألف كتاب، حيث قرر أبناؤه جعلها مفتوحة لطلبة العلم كما كان يفعل والدهم في حياته التي سخرها في خدمة مكةالمكرمة وخدمة قاصديها من المعتمرين والحجاج. الدكتور عبداللطيف بن دهيش شقيق الفقيد حدثنا بنبرة حزن قائلا: «لقد فقدنا عالما بذل وقته في خدمة العلم، حيث قدم الكثير من الكتب العلمية القيمة التي كانت مطلبا للباحثين، مشيرا إلى ان مكتبة الفقيد التي كان يفتحها للباحثين بشكل مستمر وتضم اكثر من 30 الف كتاب ومخطوطة ستستمر مفتوحة ان شاء الله لكل باحث وطالب علم كما كان يفعل». من جهته اكد الدكتور زايد بن عجير الحارثي عميد كلية التربية بمكةالمكرمة، أنه بفقد الدكتور عبدالملك بن دهيش، فقد العالم الاسلامي عالما من كبار العلماء، والذي هو من اسرة مشهورة بالقضاء خدم مكةالمكرمة وتاريخها، كما قدم عددا من المؤلفات في حدود واعلام الحرمين، كما ان للفقيد اسهامات عملية عديدة في توسعة المسعى حيث اثرى المكتبة العلمية بالكثير من الكتب والفتاوى. وقد كان يرحمه الله يفتح مكتبته التي تضم عددا كبيرا من الكتب الثرية والمخطوطات بشكل مستمر، ويحرص على استقبال الباحثين كل يوم جمعة في منزله لتقديم ما يحتاجونه. وقال الدكتور الحارثي، ان الفقيد كان يتميز بسماحة وكرم وحب لمساعدة كل محتاج، وقد كنت ازوره في مكتبته وارى ذلك بنفسي، وقد اهداني قبل وفاته يرحمه الله كتابه الذي ألفه في توسعة المسعى. وتحدث الدكتور الحارثي، عن المواقف التي كانت له مع الفقيد يرحمه الله، مشيرا إلى أن هناك شخصا كان مصابا بمرض السرطان ولا يوجد له سوى ابنة واحدة وهي التي تقوم عليه وقد تم تعيينها معلمة في قرية نائية، وكان ذلك عندما كان رئيسا عاما للرئاسة العامة لتعليم البنات، فقابلته وشرحت له قضية تلك الفتاة وما كان منه الا ان امر بنقلها بجوار والدها لتقوم بخدمته. وأوضح الدكتور فواز الدهاس المشرف العام على متاحف جامعة ام القرى واستاذ التاريخ، أنه عمل مع الفقيد في الكثير من الوظائف الحكومية، وقد خدم وطنه وقدم له خدمات جليلة استفاد منها الكثير من الباحثين والعلماء، وبعد تقاعده يرحمه الله اتجه الى تسخير امكانياته العلمية والمادية في تحقيق الكثير من التراث المكي واعادة تحقيق وطباعة عدد من الكتب، مثل اخبار مكة وقد ألف يرحمه الله كتابا عن حدود الحرم وقدم فيه جهدا كبيرا، كما أنه له كتاب عن المشاعر المقدسة وعن الصفا والمروة وغيرها من الكتب الاخرى. وقال الدكتور الدهاس، انه معروف عنه يرحمه الله انتماؤه لمكةالمكرمة، حيث كان منزله مفتوحا لاحبائه واصدقائه، مشيرا إلى أنه كان يرحمه الله جارا له عندما كان يسكن في حي المعابدة، وأضاف «كان نعم الجار وتربطني علاقة زمالة مع شقيقه الدكتور عبداللطيف بن دهيش فأسرتهم اسرة فاضلة ذات خلق رفيع وادب جم وعلم وثقافة وبفقده يرحمه الله فقد فقدنا شخصية علمية خدمت مكةالمكرمة في مجالات مختلفة». في حين اثنى سليمان بن عواض الزايدي رئيس هيئة حقوق الانسان بمكةالمكرمة والمدير السابق لادارة التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة، مشيرا إلى أنه التقى بالفقيد في مناسبات كثيرة بحكم العمل، مبينا أنه كانت له بصمات واضحة في تلك الفترة وهو عالم من العلماء الكبار الذين قدموا جهدا واضحا خدم به الاسلام والمسلمين وما ابحاثه وكتبه التي الفها في الفقه وفي التاريخ المكي وحدود الحرم الا خير دليل على ذلك، كما انه كان يفتح مكتبته لكل الباحثين الذين يترددون عليها بشكل مستمر وبفقده فقد فقدنا عالما جليلا خدم العلم والعلماء. وقال الزايدي، إن للدكتور عبدالملك بن دهيش سيرة عطرة، حيث قضى حياته في خدمة وطنه وخاصة بلد الله الحرام مكةالمكرمة التي نشأ فيها فقد ولد عليه رحمة الله في مدينة حائل بشمال المملكة، ونشأ في بيت والده على أسس إسلامية قوية فكان ملازماً له منذ صغره في دروسه وحلقات العلم التي كان يعقدها رحمه الله وتلقى تعليمه الابتدائي بالأحساء ثم الخبر ثم بالمدرسة الرحمانية بمكةالمكرمة وتخرج عام 1372ه. أنهى الدراسة المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي السعودي بمكةالمكرمة عام 1377ه وحصل على بكالوريوس الشريعة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكةالمكرمة عام 1382ه ونال درجة الماجستير عام 1409ه عن تحقيقه لكتاب ((أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه)) للإمام محمد بن إسحاق الفاكهي، ونال درجة الدكتوراه عام 1421ه عن أطروحته المقدمة بعنوان «الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به» دراسة ميدانية، وتاريخية، وفقهية، ونال درجة الأستاذية بمجموعة من الأبحاث أهمها أطروحته المقدمة بعنوان: «مصطلحات الفقه الحنبلي». وقد درس رحمه الله على عدد من المشايخ الكبار منهم: - والده فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عمر بن دهيش. العمل الوظيفي عمل مدرساً بالمدارس المتوسطة بوزارة المعارف بمكةالمكرمة منتدباً. كما عمل في سلك القضاء: ملازماً قضائياً بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة، ثم قاضياً بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة، ثم مساعداً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة، ثم رئيساً للمحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة. ثم عمل في شؤون الحرمين، نائباً للرئيس العام لشؤون الحرم النبوي الشريف بالمرتبة الممتازة بأمر ملكي كريم. ثم عمل في تعليم البنات رئيساً عاماً لتعليم البنات بمرتبة وزير بأمر ملكي حتى تاريخ 2/3/1416ه.