كشف الأمين التاسع لأمانة العاصمة المقدسة المهندس فؤاد محمد عمر توفيق «أن تجربة مكةالمكرمة في تطوير العشوائيات تجربة فريدة لا تضاهي أي تجربة من التجارب العالمية في مكافحة العشوائيات لما لمكةالمكرمة من خاصية لا تتوفر في غيرها من مدن العالم، وهذه التجربة تعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة». واعتبر المهندس فؤاد توفيق الذي يحظى بالتكريم لما قدمه لمكةالمكرمة خلال توليه مهام مسؤوليات الأمانة، ضمن فعاليات المؤتمر العام الثالث عشر لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية، الذي ينطلق الأحد المقبل بمشاركة أكثر من 400 عضو من أعضاء المنظمة، ويشهد تكريم الأمناء السابقين «أن هذا التكريم يأتي تكريما للجهاز ولفتة مقدرة من مسؤولي الأمانة»، مؤكدا في حوار شاملا ل«عكاظ» أن التكريم الأول كان على يد ولي الأمر، إضافة إلى التكريم الذي حظيت به من قبل أهالي مكة الأوفياء .. فإلى تفاصيل الحوار .. • تكرم أمانة العاصمة المقدسة الأحد المقبل الأمناء السابقين، كيف تنظر إلى هذه اللفتة، التي تأتي ضمن منظمة العواصم والمدن الإسلامية ؟ لا شك أن هذه لفتة لطيفة وحضارية وراقية من مسؤولي الأمانة ولا يعنى التكريم في وجهة نظري الخاصة مخصص للأمين بذاته، كون الأمين لا يعدوا كونه رمزا للجهاز ولكن الواقع أن التكريم للجهاز الذي يعمل فيه والذين يقع العمل على أكتافهم، والأمين مواطن مسؤول أمام الله وأمام ولي الأمر في بلد تشرف كل من يعمل فيها كون مكةالمكرمة لا يشرفها أحد بل يتشرف فيها كل من عمل بها، فالتكريم شيء جميل يعكس أيضا روح المحبة والألفة والعرفان، وما يخصني من التكليف فأنني أدين به للجهاز الذي عمل معي وأشكر المسؤولين القائمين على هذه اللفتة الكريمة. • هناك دعوات لبعض المثقفين والأدباء للاحتفاء بالرموز، وإطلاق أسمائهم على الشوارع والميادين تكريما لهم .. إلا أن الأمانات لا تزال تتجاهل مثل هذه الدعوات .. ما هي الأسباب التي تقف وراء ذلك؟ بالنسبة لي ليس من المهم أن يتم إطلاق اسمى على أي من الشوارع والأحياء لإدراكي أن هناك من هم أجل منى وأفضل مقاما، ولا أعتقد أن تسمية شارع باسم شخص يعبر عن شيء مميز، إنما هي عادات أكثر منها ولو حدث مثل هذا فلا اعترض، وبالنسبة لي أشعر منذ أن خرجت من الأمانة وحتى هذه اللحظة مكرما تماما من أهل مكة ولا غرو فهم أصحاب نخوة ولم ألمس منهم إلا كل المحبة والتقدير وظلوا كثيرا من العاملين في الجهاز في تواصل دائم معي من خلال دعوتي لمناسباتهم وزيارتي في المنزل، وكان تكريم ولي الأمر واستدعائه لي بعد خروجي من الأمانة والإطراء والإشادة التي استمعت إليها خير تكريم، كما أن المسؤول لا يجب أن ينتظر التكريم من أحد بل يجب أن يعمل بإخلاص ويحتسب الأجر والمثوبة من الله سبحانه، والتكريم سمة جميل فمن لمن يشكر الناس لم يشكر الله. • كيف تقيم تجربة مكةالمكرمة في تطوير العشوائيات ؟ تجربة مكة في تطوير العشوائيات لا يماثلها تجارب العشوائيات في المدن الأخرى، ولو أخذنا أي مدينة في أي موقع في العالم، العشوائيات فيها تحدث نتيجة للبناء المخالف من أبناء ذلك الوطن، في حين أن مكةالمكرمة العشوائيات فيها قامت على أيدي جنسيات مختلطة تمثل «بورما، الدول الأفريقية المختلفة، وغيرها من الجنسيات»، ومعظمهم مقيمة بصورة غير نظامية، وبالتالي لغات مختلفة وعادات مختلفة وأساليب عيش مختلفة في التعامل، وأيضا وضع مكة الديني والإسلامي ورغبة الحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله تجعل من أسلوب التعامل مع العشوائيات نموذجيا يتعاطى مع كل هذه المعوقات برؤى سديدة تمكن من معالجته بالطرق السليمة، وهناك حلول عملية تم اتخاذها من قبل لجنة تطوير العشوائيات. • ما هي أسباب نشوء العشوائيات، وما هي الاحتياطات التي وضعتموها لمنع التعديات خلال إدارتكم لجهاز الأمانة؟ حينما توليت مهام أمين العاصمة المقدسة اتخذت إجراءات لمنع استمرار نشوء العشوائيات في مكةالمكرمة واعتمدنا منهجية طلاء البيوت القائمة باللون الأبيض لاكتشاف أي إحداثيات جديدة في تلك المناطق من بعض صعوبات الصعود للجبال يوميا من قبل فرق المراقبة، كما أننا بدأنا تسجيل بيانات الوافدين المقيمين إقامة غير نظامية من خلال فتح المجال لهم في العمل في النظافة خلال مواسم الحج بالتعاون مع وزارة الداخلية بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز يرحمه الله، الذي لاحظ في أحدي جولاته الميدانية نشوء حي عشوائي في مدخل مكة الغربي من قبل عدد من المواطنين العاملين في الحج، وتجنبا للتكاليف الباهظة للإزالات اقترحت إزالة الموقع ونعيد تخطيطه ونمنحه صكا على الأرض المحدث عليها ونصرف التعويضات على قيمة المباني ونمنحه قيمة إيجار عام أو عامين لحين الانتهاء من بناء مسكنه بالشكل اللائق، عطفا على أن هؤلاء مواطنين ويستحقون أن يحصلوا على منح فلتكن هذه منحة تعطى له من قبل الدولة لا يستحق بعدها أن يأخذ منحة. • إذا من الذي يتحمل مسؤولية نشوء عشوائيات قوز النكاسة والمسفلة؟ لا تستطيع أن تحمل جهة واحدة المسؤولية فحينما نتحدث عن ضعف الرقابة نجد أن السبب عدم توفير وظائف كافية، وضعف الإمكانيات التي تمكن المراقبين من أداء المهام المسندة إليهم، إضافة إلى تسجيل نسب تخلف من الحجاج والمعتمرين بعد أداء الفريضة بشكل غير نظامي وهذا خارج عن يد الأمانة والبلديات، كما أن طبيعة مكة الجغرافية الجبلية تساعد على البناء في الخفاء، ورغم المحاولات والجهود تظل هناك صعوبة في منع نشوء العشوائيات، ولا نستطيع أن نؤكد أن هناك قصور لكننا نلحظ أن هناك ارتباك أدى لنشوء هذه العشوائيات، كما أن ضعف الإمكانيات المادية وانخفاض ميزانية الأمانة في ذلك الوقت واتساع رقعة المناطق التي تشرف عليها الأمانة كان أحد الأسباب إذ أن الموارد كانت شحيحة جدا، نظرا لظروف الحرب العراقية الإيرانية التي استنفذت الموارد، إذ أن بند الصيانة كان لا يتجاوز 3 ملايين ريال وقسم على ذلك باقي المخصصات المالية، إذ أن هذا البند يشمل سفلتة الطرق في مكة و46 قرية والمشاعر المقدسة. • ما هي رؤيتكم حول تطور مكة والمشاريع التي تشهدها حاليا ؟ تطور مكة له علاقة بالتزاحم في المواسم، والمشكلة في استراتيجية التزام التفكير كان منصبا على كيفية الوصول للمسجد الحرام، ولا بد من وجود رؤية لفك الاختناق خلال الخروج من مركزية الحرم، وليس هناك مشكلة في الوصول إلى المركزية المشكلة تكمن في كيفية التفريغ في وقت قياس، ورؤيتي كنت أحلم واتمنى أن يتم البناء حول المسجد الحرام بالتدرج وتوحيد اللون، ومن بعد قد تبدو للمشاهد مبنى واحد، وتزايد إعداد الحجاج يتطلب زيادة في المباني، لكنني ضد المبالغة في ارتفاعات المباني بالقرب من المسجد الحرام. • كيف تقيم تجربة الطرق الإشعاعية التي بدأ تنفيذها في مكةالمكرمة؟ مشروع الطرق الإشعاعية مشروع رائد لكن يجب أن يتم إنشاء مساجد ضخمة تتسع لإعداد كبيرة من المصلين داخل حدود الحرم، على أن يتم ربطها بالمسجد الحرام إلكترونيا عبر شاشات عملاقة بعد أخذ الرأي الشرعي وإخضاعها للدراسة الفقهية، بهدف التخفيف من الضغط على المسجد الحرام، كما يجب أن تتزامن مشاريع الطرق الإشعاعية مع خطوط المترو والقطارات ويتوائم مع نظام النقل. • يتحدث الكثيرون عن خطأ في تخطيط مكة، والدليل أنه لم تكتمل الخطوط الدائرية حتى اللحظة في العاصمة المقدسة؟ لا أعتقد أن هناك خطأ في التخطيط، لكنني أحمل عدم اكتمال أي من الطرق الدائرية حتى الآن التداخل في المسؤوليات بين الجهات الحكومية، سبب ذلك فنحن كنا نعمل وفق خطة لتطوير مكة، وبالفعل رصدنا مشاريع تنفذ في مكة بدون التنسيق مع الأمانة، وكنت في هذه الحالة نواجه مثل هذه المعوقات وكانت التداخلات مجهدة لنا، وأمانة العاصمة مسؤوليتها كبيرة تجاه تنسيق الجهود. • وما الذي حققته ويشار له بالبنان خلال إدارتك لجهاز الأمانة؟ فؤاد توفيق لوحده لا يستطيع أن يحقق شيئا وما تحقق نتاج عمل جماعي قاده ولاة الأمر وشجعونا دائما عليه، والإنتاج في ظل الإمكانيات المحدودة بالتخطيط الإداري والنفسي والمقترحات وإعداد الدراسات التي تسير عليها الكثير من المشاريع المنفذة حاليا، وتنظيم المخططات لمنع العشوائيات وسعودة العقود، التنسيق مع الجهات الحكومية التخطيط على مدى 50 عاما، تنظيم الحج، تجهيز أول محرقة نفايات عادمه في الشرق الأوسط، تنفيذ مشروع أو مكابس نفايات تحت الأرض، وتوسعة وزيادة المقابر، والانتهاء من تنفيذ مشاريع شبكة الطرق والإنفاق، وإنجاز مشروع المجزرة الحديثة بالتعاون مع البنك الإسلامي، وسهلت الإمكانيات للشيخ عبدالرحمن فقيه لتشجير عرفات، والتفاعل الكلي مع متطلبات المجتمع. • كان لكم الخطوة الرائدة في سعودة الوظائف في الأمانة، والشركات المتعاقدة معها .. كيف تحقق ذلك؟ بفضل الله استطعت أن أوجد في مكة خزين من الشباب الوطنين المخلصين الذين عملوا بكل جهد وتفانٍ، وتعاملت معهم بالتحفيز المعنوي من خلال تأمين العلاج لبعض أقاربهم في حال الحاجة وتأمين الأمر بالعلاج، مقابل تكثيف الجهد في الميدان، حيث أن الموارد المالية الشحيحة في ذلك الوقت لم تمكنني من منحهم خارج دوام في حال العمل خارج الدوام، وكان الإنتاج مميزا، ومن باب التحفيز والدخول في متاهات الفساد الإداري ولا شك أن أي تحفيز يدفع الموظف للإنتاج والعمل لكن التحفيز الأساسي هو الأخلاق والتربية الحسنة، والتميز والإنتاج من الشباب السعودي، كما أنني انتهجت سعودة وظائف العقود مع الشركات التي تتعاقد معها الأمانة واشترطت في ذلك الوقت على شركة النظافة سعودة الوظائف الإدارية والفنية في الشركة بنسبة 100%، وكان ذلك لهدفين أساسيين الهدف الأول تأمين وظائف لشباب مكة والسبب الثاني الإسهام بشكل اجتماعي في تحسين مستوى النظافة، حيث أن عاداتنا وتقاليدنا تحتم علينا أن نجامل الآخرين، ويعزز الرقابة الذاتية. • تعاني مكةالمكرمة في موسمي رمضان والحج من تكدس النفايات .. أين يكمن الخلل؟ لا بد أن أكون مطلعاً على أسباب تكدس النفايات لتحديد مكامن الخلل، لكنني ومن خلال خبرتي أرى أن الخلل الأول يكمن في الوعي العام، لإدراكي أنه لولا أن يكون هناك من يرمي بالنفايات لما احتجنا لمشروع النظافة، وأنا على يقين أن أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار بمتابعته الدقيقة لمستوى النظافة، ومشكلة النظافة كانت موجودة من قبل لكنني كنت أرعى الحالة النفسية للعاملين، من خلال الاستفادة من العادات والتقاليد، وأفرض على شركة النظافة توظيف السعوديين وأحرص على تحفيز الشباب، وكان لي لقاء دائم بالعاملين في الأمانة لتقدير جهودهم والتأكيد أنني أتابع ما يقومون به من عمل مشرف في خدمة مكة، وكانت هذه اللفتة لها تأثير في نفوس العاملين كما أنني لا أتهاون بإصدار العقوبة بحق الموظف المقصر، وكنت ألزم رئيس البلدية المقصر بإنهاء المعاملة المتأخرة وتسليمها للمواطن في منزله كجزء من العقاب الأدبي. • خلال حياتك العملية عملت في القطاعين العام والخاص .. كيف تقيم التجربة، وما هي المآخذ في آليات التعامل بين هذين القطاعين؟ عملت في القطاع الحكومي ثم عملت بعد ذلك في القطاع الخاص وكان تحت إدارتي 27 شركة ثم عدت للعمل في القطاع الحكومي، واطلعت عن كثب على مشاكل الشركات مع القطاع الحكومي إذ أن بعض الجهات تتعاقد مع الشركة وكأنها تريد الانتقام منها، كما أن هناك نظرة تخوين توجه للشركات في حال حدوث أي تقصير، ويجب على الجهات الحكومية التعاقد مع الشركات ومساعدتها للقيام بما يسند إليها من مهام ومسؤوليات، والسعي لإنهاء صرف المستخلصات لمنع الفساد الإداري، ولا أنفي أن هناك مقاولين متسيبين لكنها ليست القاعدة، إضافة إلى أن التعقيدات في الأنظمة وبيروقراطية إجراءات الصرف تعمق الفساد أكثر مما لو كان هناك مرونة. • ألا ترى أن النظام يجبر المسؤول على التعاقد مع المقاول الأقل كفاءة ؟ هذه المشكلة .. تلجأ الدولة في بعض الأحيان إلى التعامل مع الشركات وفقا لنظامها القائم، مثال ذلك شركة أرمكوا أو بلادن تحت أنظمة مباشرة مع وزارة المالية، وهذا إقرار أن الأنظمة السائدة غير صالحة، وأرى الخاص أن النظام المالي والإداري القائم لا يحتاج إلى تعديل يحتاج إلى إلغاء واستبداله بنظام حديث، خاصة وأن هناك أنظمة لمنع الفساد وهى في بعض الأحيان تحقق الفساد لكونها أنظمة قديمة، وهناك تناقض بين الأنظمة والرغبة في الأداء والإنتاج، ويتطلب منح التسهيلات للشركات مع تشديد الرقابة عليها. • أول مبنى رسمي للأمانات كان في مكة ومع ذلك لا تزال الأمانة دون مبنى يليق بها بعد تقادم المبنى الحالي، ما هي أسباب ذلك؟ موقع المبنى الحالي في المنطقة المزدحمة يصعب الوصول إليه في المواسم وكنت اضطر نقل موقع عملي لموقع آخر وأيضا يشكل صعوبة للمواطنين الذي يراجعون الأمانة يواجهوا صعوبة في إيقاف سياراتهم في تلك المنطقة، وخلال إدارتي للأمانة حدث حريق فحاولت الاستفادة من الحادثة، حيث طلبت إضافة أقسام جديدة للمبنى الذي اعتبره من المباني الجميلة هندسيا، ولكن لم يتحقق ذلك وكنت اتمنى أن يكون هذا المبنى في موقع يسهل الوصول إليه. • كان لكم دور كبير في تخطيط منطقة الشرائع ؟ ما هي المنهجية التي اعتمدتم عليها في تخطيط هذه المنطقة؟ نظرا لطبيعة منطقة الشرائع وكونها من المناطق التي تعد فيها حدود الحرم بعيده وشاسعة المساحة ولو استمر العمل على تطويرها لأصبحت مكة الجديدة لما تتمتع به من علو وذات أجواء جميلة وتتوفر فيها المياه الجوفية بكثرة، ولوقوعها داخل حدود الحرم لتصبح مكة الحديثة وتخفيف الضغط السكاني وتخصيص المناطق حول الحرم للمواسم، تكون الشرائع كبديل لأفضليتها على مناطق جنوب وشمال مكة، وعملنا على تخطيط الشرائع، وأسرعت في توقيع المخططات واستهدفت إنهاءها بسرعة وتوزيعها دفعة واحدة، لأهداف أبرزها الإكثار من المخططات في مكة لخفض أسعار الأراضي، وبالفعل تم بيع الأراضي فيها ب 10 آلاف ريال وبالتقسيط في ذلك الوقت، بينما أصبحت الآن لا تقل عن 600 ألف ريال، ومنع حدوث العشوائيات فحينما يغيب التخطيط للأراضي يصعب منع التعدي عليها. • هناك مطالبات بتغيير مسمى أمانة العاصمة المقدسة إلى أمانة، كيف ترى مثل هذه الدعوات؟ أرى أن الاسم يجب أن يكون أمانة العاصمة المقدسة الإسلامية كونها عاصمة للعالم الإسلامي كونها منطلق الرسالة المحمدية وفيها أول بيت وضع للناس، واعتقد أن اسمها الحالي جميل ويؤكد مركزها كعاصمة إسلامية ذات قيمة متفردة، واسمها يمثل جزء من الدعوة وهو شرف أن تكون مكة مركز الإسلام في العالم، فلماذا نتخلى عن هذا الشرف، وتغيير الاسم يبعث علامة استفهام كبيرة. • لا تزال بعض المباني التاريخية في مكةالمكرمة تعاني الإهمال، ما هي رؤيتك حيال ذلك؟ لا ضرورة للحفاظ على المباني بالشكل القديم المتهالك، إنما الحفاظ على الشكل العام وتطويره وتمكينه من استيعاب أفضل لأن الآثار تعكس دروسا مستفادة ومحو هذه الآثار خطأ وإبقائها متهالكة خطأ وتطويرها والاعتناء بها هو المطلوب، ولا يليق ما نشاهده اليوم من كتابات وتجاوزات على غار ثور وغار حراء، ولو كانت هناك إدارة تشرف عليه لما شاهدنا مثل هذه التجاوزات. • كيف تقيم تجربة المجالس البلدية، وما هي الأدوار الحقيقية التي يجب على أعضاء المجالس البلدية تفعيلها؟ نظام المجلس البلدي القديم أفضل من الحالي فيه مسؤوليات أوسع وانتخابات شاملة، ويجب أن يفعل دور المجلس البلدي الذي يكاد يكون غائبا، والآن دوره عند اللزوم فقط، كما أن النظام البلدي القديم يحق للأعضاء فيه الإشراف ليس فقط على الأمانة والبلديات بل يحق لهم الإشراف على كافة الجهات الحكومية ومناقشة ميزانياتها، وينص النظام على أن الأمانات يحق لها أن تحدد للجهات الحكومية الأخرى مواقع المشاريع وبموافقة الأمين. • كيف تنظر لقرار سحب الإشراف على الأراضي الحكومية من الأمانات والبلديات وإسنادها لوزارة الإسكان.. وما هي رؤيتك حول الفجوة الإسكانية في المملكة؟ القرار خفف العبء على الأمانات والبلديات، وعلى وزارة الإسكان تطوير الأراضي ومراقبتها، ومنع التعديات عليها. • ما هي قصة عشقك للوحدة ؟ ومن متى بدأت تتابع الحركة الرياضية في المملكة؟ وما هو سبب تراجع الكرة السعودية؟ أنا من طفولتي المبكرة وأنا أعشق الرياضة، وعندما التحقت بمعهد العاصمة النموذجي في الرياض تدربت على يد مدرب المنتخب السعودي ونادي الهلال حسن سلطان رحمه الله، وشجعني على الانضمام للأندية ولكن والدي رفض ذلك، وأعشق نادي الوحدة، وأمارس حاليا رياضة المشي والسباحة، وفي يوم من الأيام زارنا الشيخ الفاضل عبدالله عريف في منزلنا في جرول، وكان أمينا للعاصمة المقدسة ورئيسا لنادي الوحدة وكنت حينها في المرحلة المتوسطة وكان والدي في مكة مدير عام النيابة في عهد الملك فيصل رحمهم الله جميعا، وكان أمام منزلنا جدار فاتفقت مع أصحابي وقمنا بكتابة «يعيش الاتحاد» وحينما هم بمغادرة المنزل يرافقه والدي طلبت منه أن يشاهد ما قمنا بكتابته، فتساءل من كتب هذه العبارة وحينما علم أنني أنا من قمت بكتابتها قال لي ألست وحداوياً، قال يمكن تصبح في يوم من الأيام رئيسا للوحدة وأمينا للعاصمة المقدسة وبعد الشيخ عبدالله عريف بأمين واحد أصبحت أمينا للعاصمة المقدسة ورئيسا لنادي الوحدة، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لقمت بإنشاء مدرسة رياضية للبراعم الحديثة، لرفع مدخولات النادي ببيع عقود اللاعبين وتطوير النادي بما يكفل له البقاء في ميدان المنافسة الرياضية، والعمل على تطوير مدخولات النادي لكون جميع الأندية في المملكة قائمة على التبرعات التي سيأتي يوم وتنقطع، ويجب أن يتم تخصيص الأندية فالرياضة السعودية ورغم أنها ولادة إلا أنها تحتاج للكثير لتعود لسابق عهدها ونادي الوحدة يعد من أبرز الأندية، فحينما تقرأ أسماء لاعبي المنتخب السعودي تجد أن 6 لاعبين من نادي الوحدة، وتراجع الكرة السعودية يأتي لعدم تطبيق الاحتراف بالشكل الصحيح، خاصة وأن الأندية السعودية قائمة على تبرعات المتفضلين على النادي لعدم وجود مردود مالي للنادي.