رغم البذخ المالي الذي يسبغه ريال مدريد على صفقاته المالية إلا أنه يمتلك حنكة استثمارية تحقق له عوائدا ضخمة قد تغطي تكاليف صفقاته القياسية سريعا، إذ يرفع وجود أي لاعبيه الجدد من أسهمهم الجماهيرية ويزيد من قيمة مبيعات قمصانهم بشكل مهول كما حدث في صفقتي رونالدو وكاكا اللتين عادلتا ما دفع خلال أقل من عام. فحسب الإحصائيات التي نشرتها صحف أوروبية اقتصادية في وقت سابق قاربت عائدات بيع قمصان البرتغالي كريستيانو رونالدو 100 مليون يورو، وذلك قبل انتهاء الموسم الأول له فقط أي بمايزيد عن 6 ملايين يورو عن المبلغ الذي دفع لاستقطابه من مانشستر يونايتد. ويرجح أن يوفر ذكاء رئيس النادي فلورنتينو بيريز أموالا وفيرة من التعاقد مع جاريث بيل، إذ يتوقع أن يكون بند التعاقد معه مشابها للبند الذي در دخلا كبيرا على النادي من عقد رونالدو، والذي يتضمن حق امتلاك 50% من حقوق بيع صورة رونالدو المرتبط بعقود هائلة مع رعاة على مستوى رفيع. وتعج متاجر بيع القمصان في النادي وغيرها من أماكن البيع بعشاق النادي القادمين من مختلف أنحاء العالم والذين بدأو يتهافتون على شراء قميص النجم الإنجليزي، الذي ينتظر أن يخلف مواطنيه بيكهام واوين في الارتقاء بمبيعات الريال في إنجلترا. ويشبه حال جاريث بيل النجم البرازيلي نيمار ديسلفا الذي يحقق بيع القمصان التي تحمل رقمها دخلا كبيرا وعائدا مهولا، واقترب من أن يستعيد أمواله كاملة من صفقة جليه قبل أن يلعب. وتمكنت محلات برشلونة والشركة الراعية للملابس الرياضية من بيع أكثر من 570 ألف قميص لنيمار وكانت قيمة القميص الواحدة 100 يورو، ما يعني أن برشلونة استعاد المبلغ الذي دفعه دون مشاركة الدولي البرازيلي. في النقيض من ذلك لا زال هذا الباب الاستثماري المهم مغلقا على المستوى المحلي ورغم جنوح هيئة دوري المحترفين سابقا إلى محاولة تحقيق العوائد إلا أن سوق التقليد الرائجة، أسقط التجربة مبكرا وفتح سياط النقد عليها. منذ موسمين والأندية السعودية ترى في تصنيع الشركات الكبرى للقمصان مجانا لكافة الدرجات أمرا محمودا لكنه في واقع الحال غيب عنها مصدرا مهما للتسويق، حتى أن الهلال وقع عقدا جديدا بمبلغ قد لايتجاوز المليوني ريال من أجل تولي شركة عالمية شهيره صناعة ملابس فرق النادي، وسوقت لها في متجر النادي لكن الوضع غير الجيد لحماية الحقوق ومكافحة التقليد جعل من هذه العوائد ضعيفة وغير مربحة. وقبل أشهر قليلة أظهرت دراسة أن ناديي ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين أكثر الأندية الأوروبية لكرة القدم من ناحية الرواج التجاري، حيث بلغت عائداتهما 1.2 مليار يورو من مبيعات منتجاتهما. وحققت الأندية العشرة الأولى في القائمة أكثر من نصف إجمالي العائدات التي حققتها الأندية المشاركة في عشر من بطولات الدوري الأوروبية، فيما يتعلق بمبيعات قمصان اللعب والإعلام والأوشحة ومنتجات أخرى تحمل شعارات هذه الأندية حيث بلغت هذه العائدات 2.1 مليار يورو. ويحقق الناديان 80 بالمئة من إجمالي عائدات أندية الدوري الإسباني والذي يبلغ 190.1 مليون يورو ليتقدم الدوري الإسباني بذلك في هذه القائمة على نظيره الإنجليزي والذي تبلغ عائدات أنديته من ترويج هذه السلع التي تحمل شعاراتها 167.5 مليون يورو. وفي المقابل تجاوزت عائدات أندية الدوري الألماني 129.7 مليون يورو، مقابل 76.9 مليون يورو في الدوري الإيطالي، و66.6 مليون يورو في الدوري الفرنسي. وأكثر الأندية بيعا للقمصان ريال مدريد وبرشلونة وليفربول الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني ومارسيليا الفرنسي ومانشستر يونايتد الإنجليزي وميلان وانتر ميلان الإيطاليين وليون الفرنسي وفناربخشة التركي. ويستأثر بيع قمصان اللعب 57 بالمئة من إجمالي العائدات، ومن بين 13.7 مليون قميص تم بيعها في ذلك الموسم كان 11.4 مليون قميص من إنتاج شركتي آديداس ونايكي.