حطمت سيول وادي تعشر، السد الواقع بحزام الطوال شمال قرية المباركة، بسبب هشاشة ورداءة الطبقة الإسفلتية فيه، كون قاعدته منفذة من التراب الناعم الذي يتهاوى مع أول قطرة، ما أدى إلى زرع الرعب في قلوب القاطنين بسبب جرف السيول التي كادت أن تجرف الحزام الشمالي للقرية وتدخل إلى منازل المواطنين، الأمر الذي دفع فرق الدفاع المدني للتدخل من خلال فتح بعض العقوم التي أعاقت مجرى السيل، ونجح هذا التدخل السريع في الحيلولة دون وقوع كارثة أخرى مشابهة لسيول جدة، بسبب سوء التنفيذ ورداءته واللا مبالاة في تنفيذ المشاريع التي تكلف الملايين. ويقول عدد من السكان إن السدود التي أنشأتها بلدية الطوال لحماية المحافظة وقراها من أخطار السيول، فشلت في أول اختبار لها في مواجهة وادي تعشر المعروف بقوة سيوله وشدة جريانه، مؤكدين أن هذا الحادث كشف عن ضعفها وهشاشة أساساتها، مشيرين إلى أنهم حذروا منذ بداية بنائها بأنها قد لا تتحمل، علما بأن كلفة هذه السدود تجاوزت 62 مليون ريال. في حين أكد علي إبراهيم عواف أن الأمر قد ينذر بكارثة حقيقة «بعدما رأينا ما حدث للحاجز الإسمنتي (سد درء السيول) وتهاوى في غمضة عين بمجرد ملامسة المياه لأساساته»، مطالبا هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» بالتدخل الفوري وسرعة الوقوف على طبيعة الوضع والتوجيه بالتحقيق ومعاقبة كل من تسبب في وضع سدود غير آمنة تتحطم بسهولة وتسمح بدخول السيول إلى المنازل، لافتا إلى أن المحافظة مهددة بكارثة -على حسب تعبيره- إذا لم تتدارك البلدية الموقف. وأشار سعد القحطاني إلى أن المشاريع المتعثرة في المحافظة تحولت إلى بؤرة تسببت في وقوع العديد من الحوادث المرورية المروعة رغم أن الدولة خصصت لها مئات الملايين من الريالات، إلا أن تقاعس بعض المقاولين سلب من جمال الأحياء السكنية، في ظل التستر والتجاهل الذي تمارسه جهات الإشراف على المشاريع ما تسبب في تحول الشوارع لحفر وتشققات وخنادق تتربص بالسكان. وفي المقابل صرح مصدر مسؤول في البلدية أثناء تفقد محافظ الطوال للسد المنهار، أنه تم الرفع لأمانة المنطقة بجازان للبت في المشكلة وبانتظار توجيهات الأمانة بإصلاح الوضع.