لم يلتحق بالمدرسة لإكمال تعليمه مثل أقرانه، فهو لا يقرأ ولا يكتب كما يفعلون، لم يفكر مطلقا في الحصول على شهادات كما يطمح الشباب لأن ظروفه الطارئة ومتطلبات الحياة منعته من ذلك، الظروف هي التي اختارت مساره ولم يخترها هو لكنه تسلح بالإرادة والتصميم وطلب الرزق بالحلال كما يقول.. يكد ويتعب ويشقى ويشعر بالراحة والطمأنينة فهو يأكل رزقه بعرقه وجده واجتهاده دون أن يكون عالة على أحد. ويقول إن البيع الجائل مهنة من لا مهنة له. متجر ثابت هذا جزء من فصول قصة الشاب محمد أحمد الشاب السعودي المكافح الذي عبر سن الخامسة والعشرين بعامين فقط.. التقته «عكاظ» في سوق الخضار بمحافظة الجبيل يقابل ما يعرض من فاكهة «الحبحب» بعد أن كان بائعا جائلا استقر في مكان ثابت استأجره مع شريك له اسمه مبروك عايد.. شارك في المحل بمبلغ 45 ألف ريال يدفعه سنويا في تجارة الحبحب في مواسمه. يقول محمد «كنت في السابق بائعا جائلا أتجول في الشوارع أبيع الفواكه والخضروات تحت أشعة الشمس الحارقة، أنتقل من شارع إلى شارع هربا من أعين البلدية كي أجد مصدر رزق يكف عني سؤال الناس وعيونهم، قررت ألا أكون عالة على أحد. وبعد هذه المتاعب في الشوارع قررت الاستقرار في مكان ثابت ونظامي ومصرح به من الجهات المختصة لنكون أكثر ثباتا حتى أنأى بنفسي عن ملاحقات البلدية ومراقبيها. ووجدنا أن المكان الثابت الذي نمارس فيه تجارتنا البسيطة أفضل بكثير من الدوران في الشوراع والخسائر التي كنا نتكبدها بمصادرة ما نبيع من الجهات المختصة في البلدية». التسكع وإزعاج الناس يواصل محمد «رغم الدخل المتوسط، لكن قليله فيه البركة والثبات وكثيره لا يعلم سره إلا الله»، وعن طموحه قال «طموحي مثل أي شاب يريد الزواج والاستقرار وإيجاد مصدر دخل ثابت». ويطالب الشاب محمد الجهات المختصة باستقطاب الشباب من الباعة الجائلين وتوفير الأماكن المناسبة لهم لبيع منتجاتهم وبضاعتهم من الفواكة والخضروات حيث اتخذوا من سياراتهم محلات متنقلة للبيع والاتجار.. ويشترط محمد أن تكون المحال الثابتة بإيجارات رمزية كي تساعد الشباب على بناء مستقبلهم بعيدا عن التسكع وإزعاج الناس.