من المعروف أن الطفل لا يستطيع تنظيف أسنانه بالطريقة الصحيحة، وحتى أن الكثير من الأمهات لا يعرفن ذلك أيضا، ومن النادر أن تجد في مجتمعاتنا أسرا تعود أطفالها على تنظيف أسنانهم قبل النوم وبعد كل وجبة طعام مع أن هذا يعتبر أمرا لابد منه في العالم الغربي. إن السطوح الطاحنة للأضراس ليست مستوية وإنما يوجد عليها ما ندعوه بالحدبات cusps والشقوق و ميازيب Fissures والحكمة من ذلك أنه عند إنطباق الأسنان على بعضها خلال المضغ، فإن حدبات الأضراس في أحد الفكين تنطبق في ميازيب سطوح الأضراس في الفك المقابل وهذا ما يدعى بالتداخل الحدبي الذي يعمل على هرس الطعام خلال عملية المضغ. وقد وجد أن نسبة كبيرة من حالات تسوس الأضراس تبدأ من هذه الشقوق والميازيب حيث يسهل تجمع بقايا الطعام فيها وخاصة عند عدم تفريش الأسنان بالطريقة الصحيحة، وبالتالي تبدأ عملية تخمر هذه الفضلات بمساعدة جراثيم الفم ودرجتي حرارة الفم والرطوبة الملائمتين لحدوث التخمر الذي يبلغ أقصاه خلال النصف الساعة الأولى بعد الأكل، ونتيجة هذا التخمر تنطلق بعض الأحماض خاصة حمض اللبن التي تقوم بحل ميناء الأسنان الذي يشكل الطبقة الخارجية الحامية للأسنان والمكونة من الكالسيوم بنسبة 95%. يبدأ التسوس بالتغلغل داخل تاج السن وهو في الواقع تآكل في بنية ونسيج السن. قدمت مراكز الأبحاث وشركات الأدوية ما يدعى بالمادة السادة اللاصقة pits and fissure sealant والتي تطبق في شقوق وميازيب أضراس الأطفال بهدف عمل حاجز فيزيائي يسد هذه الميازيب ويمنع تجمع بقايا الطعام فيها، ويقلل كثيرا نسبة حدوث التسوس وهي معالجة وقائية من تسوس الأسنان. طرق المعالجة: تجرى على الأضراس السليمة فقط حيث يتم تنظيف سطوح هذه الأسنان تماما. ثم يتم تطبيق تخريش حامضي (حمض الفوسفور 37%) يدعى Etching لمدة 15 ثانية على ميازيب السطوح الطاحنة بهدف خلق فجوات لتثبيت المادة السادة اللاصقة. بعدها تغسل الأسنان لإزالة المادة الحامضية. يجفف السن ويعزل بلفائف القطن. توضع المادة السادة على الشقوق حيث تنساب فيها وفي داخل فجوات التثبيث. يتم تصليبها بجهاز ضوئي خاص. المادة السادة مكونة من مواد راتنجية بالإضافة الى الفلورايد الذي يعطي حماية زيادة من التسوس. تستمر المادة لنحو سنتين تقريبا ويمكن إعادة تطبيقها عند زوالها. د/ فايز أبو غزالة أخصائي طب الأسنان