كشفت إحصائية صادرة عن الجمعية السعودية لطب الأسنان، أن 95% من أطفال المملكة مصابون بتسوس الأسنان. وأوضح ل«الشرق» استشاري طب أسنان الأطفال الدكتور شادي أحمد موسى، أن هناك مجموعة من العوامل تؤدي إلى تسوس أسنان الأطفال، «ينبغي العمل على تجنبها للحفاظ على أسنان الأطفال، وجعلها صحية سليمة وخالية من التسوس، سواء أكانت لبنية أم دائمة»، وقال «أولى نقاط الحفاظ على الأسنان تغيير أسلوب التغذية بين الأطفال، وضرورة عدم إكثارهم من الوجبات السريعة واستهلاك المشروبات الغازية ذات التأثير الحمضي، التي تؤدي إلى تآكل الطبقة العاجية للأسنان، إضافة إلى أنها سبب مباشر في زيادة نسبة التسوس عند الأطفال والكبار على حد سواء». وأضاف الدكتور موسى أن من تلك العوامل نقص الوعي والمعلومات لدى الأمهات عن طرق التغذية السليمة، واعتماد معظمهن على إعطاء الطفل الحليب الصناعي دون إرضاعهم طبيعيا، إلى جانب عدم إدراكهن بمواعيد الوجبات، وما لذلك من تأثير سلبي على صحة الأسنان، مشيرا إلى أن التغذية السليمة تستدعي إزالة فضلات الطعام وبواقي الألبان من فم الطفل وعدم تنويم الرضيع وفي فمه آثار الرضاعة، إذ قد يسبب ذلك نوعا شديدا من التسوس يطال كل الأسنان يسمى (متلازمة تسوس الرضاعة) ويؤثر على أسنان الأطفال في أعمار أقل من عامين. ومن العوامل المؤدية إلى تسوس أسنان الأطفال بحسب موسى، عدم الاكتراث بأهمية استخدام الفرشاة والمعجون للأطفال الصغار، إذ يجب أن تبدأ الأمهات في تنظيف فم الطفل بعد الرضاعة منذ ولادته إلى أن تظهر له أسنان، وذلك باستخدام قطعة قماش لينة تلف على أحد أصابع الأم ثم تدخلها في فم الطفل، ويكفي أن تعطي الطفل القليل من الماء لتقليل كمية بقايا الطعام، وبعد ظهور الأسنان ينظف الفم وجميع الأسنان بالفرشاة والمعجون الملائمين. وشدد الدكتور موسى على أهمية جعل عادة غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون الخاص بالأطفال إلزامية، خصوصا قبل النوم، مشيرا إلى أن فترة النوم تعد من أكثر الفترات التي تنشط فيها البكتريا وتفرز أحماضها المسببة للتسوس، وشدد كذلك على أهمية الزيارة الدورية لطبيب الأسنان لتحديد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى عوامل مساعدة وقائية مثل استخدام مواد الفلورايد والحشوات اللاصقة لسد الحفر والشقوق. ولفت إلى ضرورة معرفة بعض العوامل البيئية الخاصة ومعالجتها لتجنب تسوس أسنان الأطفال، منها نقص كمية الفلورايد في مياه الشرب في بعض المدن والقرى، الذي يتسبب بدوره في زيادة معدل تسوس الأسنان، حيث ينبغي تعويض ذلك عن طريق المكتسبات الطبيعية والأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الفلورايد، بالإضافة إلى الاستخدام الموضعي لمعاجين الأسنان الغنية بمادة الفلورايد، مبينا أن تقليل التسوس عند الأطفال وحفاظهم على أسنانهم يجنبهم مشاكل طبية، كنقص الأسنان التي قد يتم خلعها بسبب التسوس وبالتالي يفقد الطفل قدرته على المضغ وتسبب له نقصا في النمو بسبب عدم حصوله على التغذية السليمة التي يحتاجها جسمه في مرحلة البناء، وقد تسبب له مشكلات نفسية نتيجة احتكاكه بأقرانه ومقارنة نفسه بهم سواء في شكل الأسنان بعد سقوطها أو عدم النطق السليم بسبب الفراغ الحاصل في الفم. طبيبة أسنان تعاين أحد الأطفال