بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مستشاريه أمس الخيارات المتاحة للرد على استخدام نظام بشار الأسد «المفترض» لأسلحة كيمائية في الهجوم على ريف العاصمة السورية دمشق الأربعاء الماضي. وشارك عبر دائرة اتصال مغلقة كل من وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل الموجودين في آسيا في الاجتماع الذي عقد في واشنطن. وأفاد البيت الأبيض أن الرئيس أوباما تلقى في الاجتماع عرضا مفصلا لمجموعة من الخيارات المحتملة، من كبار مستشاريه بخصوص كيفية رد الولاياتالمتحدة وحلفائها على الهجوم المفترض بأسلحة كيماوية لقوات الحكومة السورية. وأبان أن الرئيس الأمريكي تحدث أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول سوريا واتفقا على التشاور بشأن الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي، بيد أنه لم يكشف عن تفاصيل الخيارات التي تجرى دراستها ولم يقدم أي إشارة إلى الإطار الزمني الذي قد يتخذ فيه أوباما قرارا بشأن هذه القضية. وتوخى مسؤولو الادارة الأمريكية الحذر في وصفهم محتوى المناقشات التي دارت في الاجتماع، حيث اكتفى مسؤول بالبيت الابيض بالقول «لدينا مجموعة من الخيارات متاحة وسنتصرف بتأن حتى نتخذ قرارات تتسق مع مصالحنا القومية وتقييمنا لما يمكن أن يساعد على تحقيق أهدافنا في سوريا». وأشار الى أن الرئيس أوباما وجه أجهزة المخابرات لجمع حقائق وأدلة حتى يمكن تحديد ما حدث في سوريا. وأضاف بمجرد تأكدنا من الحقائق فإن الرئيس سيتخذ قرارا حول كيفية الرد. وقال هيغل إن وزارة الدفاع «البنتاجون» تعمل حاليا على تحريك قوات في منطقة البحر الأبيض المتوسط لمنح الرئيس أوباما خيارات في حال أمر بتنفيذ عمل عسكري ضد النظام السوري. بينما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن أمريكا قد توجه ضربات عسكرية الى سوريا من دون تفويض من الاممالمتحدة مستوحاة من الضربات الجوية التي نفذت في كوسوفو في نهاية تسعينات القرن الماضي. وأفاد مسؤول عسكري أمريكي ان البحرية الاميركية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز واستمرارا للموقف الفرنسي الحازم قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس خلال لقائه مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله في رام الله إن النظام السوري استخدم فيما يبدو اسلحة كيماوية في دمشق مشيرا الى ان جميع المعلومات المتوافرة لدى بلاده تشير الى أن مذبحة كيماوية وقعت قرب دمشق وأن نظام بشار الاسد يقف وراءها. وفي برلين انتقدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل موقف روسيا والصين الذي حال دون اعتماد بيان رسمي في مجلس الامن يطالب سوريا بالسماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في الموقع الذي اعلنت المعارضة السورية انه تعرض لهجوم كيميائي.وفي هذه الأثناء أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أن عدد الشهداء الذين تمكن من توثيقهم في المجزرة التي ارتكبها النظام السوري في بلدات الغوطة الشرقية والغربية بريف دمشق بلغ 322 بينهم 54 طفلا و82 امراة وعشرات المقاتلين من الكتائب المقاتلة بالاضافة الى 16 شهيدا مجهولي الهوية. وأشار الى أن هذا التوثيق الجديد للشهداء يأتي بعد أن تمكن نشطاء من المرصد في البلدات التي تعرضت للقصف، من الالتقاء بأطباء وسكان كانوا متواجدين، أثناء المجزرة. وجاء بيان المرصد بعد ساعات من صدور بيان لمنظمة اطباء بلا حدود يفيد أن ثلاثة مستشفيات في منطقة غوطة دمشق أبلغت عن 355 حالة وفاة بعد هجوم مفترض بأسلحة كيماوية الاربعاء الماضي من بين حوالي 3600 حالة تم نقلها الى المستشفيات ظهرت عليها أعراض تشبه أعراض التعرض لغازات الاعصاب. ودعا رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا أمس المجموعة الدولية بدءا بالولاياتالمتحدة الى التدخل بطريقة جدية في سوريا وقال «اطلب من المجموعة الدولية ان تنتقل من الاقوال الى الافعال. لدينا ما يكفي من الأقوال ونحن نحتاج إلى تدابير وإجراءات من جانب الأممالمتحدة».