شهدت مكاتب العقارات في منطقة تبوك خلال الأشهر الماضية، انخفاضا كبيرا وحادا في أسعار بيع الأراضي، وذلك عقب إقبال عدد من ملاك الأراضي على البيع بأسعار منخفضة، بعدما لاحظوا تردي أسعار العقار وعدم الطلب على الاراضي. وأكد عدد من أصحاب مكاتب العقار في تبوك ومنهم ابو عبدالله ومحمد عبدالعزيز وأبو محمد الشمري، أن سوق العقار والمكاتب المجاورة شهدت إقبال عدد من ملاك الأراضي لبيع أملاكهم بأسعار منخفضة جدا، مؤكدين أن أحدهم كان قد عرض أرضا يملكها ب1200 ريال للمتر الواحد، ولكنه حول سعرها خلال هذه الفترة إلى 800 ريال، وبينوا أن انخفاض أسعار العقار لم يقتصر على مدينة تبوك فحسب، بل شهدت كل محافظات المنطقة انخفاضات حادة، وصلت إلى نحو 200 ريال للمتر الواحد، وشهدت المنطقة تراجعا كبيرا على الطلب لتخوف الكثيرين من اوضاع اسوق العقاري في المملكة. إلى ذلك أوضح خالد البلوي (رجل أعمال) أن النشاط العقاري خلال العام الحالي يتركز على إنشاء مشاريع سكنية واستثمارية وسياحية في مواقع متقدمة في مدينة تبوك بدليل ما تشهده المملكة من توجه نحو ذلك في المشاريع المعلنة على مختلف المناطق، ما حفز الشركات الخارجية على دراسة الجدوى الاستثمارية للتوجه إلى السوق السعودي وبالأخص في النشاط العقاري تركيزا في قطاع البناء ودخول شركات خارجية في تحالفات مع مستثمرين سعوديين في بناء المدن السكنية. من جانبه أشار محمد عبدالعزيز (صاحب مكتب عقار) إلى أن انخفاض العقار والركود الحالي في مدينة تبوك يعود بالمقام الأول إلى موسم الاجازات التي ينخفض فيها سوق العقار سنويا بنسب مختلفة. وأوضح أن ما يتم تداوله من أخبار ومشروعات تعتزم وزارة الإسكان إنشاءها، أدى إلى عزوف بعض الافراد عن الشراء لانتظارهم تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع. وتوقع عدم تأثير هذه القرارات بالسوق ولكن بعد تراجع تداولها سيعود السوق إلى الارتفاع وبالتالي ستكون فرصة الشراء الموجودة حاليا قد تلاشت. وبين أن ارتفاع اسعار العقار في النطاقات العمرانية مكتملة الخدمات وقلة العرض والبناء لارتفاع تكلفة أجور البناء والايدي العاملة والمواد، ساهمت بانخفاض العرض من الوحدات السكنية بشكل ملحوظ، وكذلك اتجاه المستثمرين إلى نشاط تمليك الوحدات السكنية عن طريق البنوك التي خفضت مستوى العرض بالنسبة إلى الشقق المؤجرة بشكل كبير.