دعا مثقفو وفنانو مصر نظراءهم من المثقفين وأصحاب الفكر الحر في أنحاء العالم لمساندة مصر وشعبها لتحقيق إرادتها بنزول الملايين بالعاصمة والمحافظات لتحقيقها وتحريرهم من فكر الإخوان، مشددين على كذب المغالطات التي تبث عبر بعض وسائل الإعلام العالمية. وقال المثقفون -في بيان تلاه وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب- في مؤتمر صحفي عقده مع نخبة من المثقفين والفنانين مساء أول أمس الثلاثاء «نحن المثقفين والفنانين والمبدعين والكتاب المصريين نناشد كل مثقفي ومبدعي وفناني وكتاب العالم في كل مكان أن يتأملوا المشهد من زاوية الحقيقة المجردة غير المنحازة لمساندة أقدم حضارة عرفتها البشرية». وأضاف «هذه الحضارة هي التي أسهمت في صياغة تاريخ الإنسانية منذ فجر التاريخ ونحن حراس علىها وندعوكم أن تشاركونا في حمايتها من الدمار التتري البغيض وندعوكم أن تناشدوا حكوماتكم بضرورة وقف التدخل في شؤوننا الداخلية ووقف كل أشكال الضغوط السياسية على الدولة المصرية»، وأضاف الوزير: «أننا ندعو كل أحرار العالم إلى احترام إرادة الشعب المصري من أجل إقامة دولته المدنية الديمقراطية الحديثة». وذكر البيان -الذي تلاه وزير الثقافة في المؤتمر الصحفي العالمي، في حضور سفراء ومراسلو بعض الدول العربية والأجنبية ونخبة من المثقفين والفنانين المصريين مثل الباحث والمفكر السياسي عمرو الشوبكي والشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي وثروت الخرباوي القيادي السابق في جماعة الإخوان والمنشق علىها والفنانة إلهام شاهين - أن الشعب المصري نزل بالملايين في الثلاثين من يونيو وأذهل العالم كله بأعداده غير المسبوقة في التاريخ. وأضاف البيان أنه لم تحدث أي مصادمات دامية ولم تطلق رصاصة واحدة ولم تقع إصابات للمتظاهرين وتمخض ذلك عن خارطة طريق للمستقبل ولكننا وجدنا أنفسنا في مواجهة تلك الأعمال التي تقودها جماعة الإخوان تحت مظلة من حماية من بعض الدول الأجنبية والآن تمارس مصر حقها الطبيعي في فض الاعتصامات والتظاهرات المسلحة التي تخرج عن السلمية بشكل صارخ. وأكد أن مصر تقف الآن صفا واحدا شعبا وحكومة وجيشا وشرطة في مواجهة الإرهاب المنظم والممنهج، وأضاف «في تلك الظروف التاريخية الدقيقة التي تمر بها البلاد وفي اللحظة التي توج فيها نضال الشعب المصري عبر ثلاث سنوات من الثورة المستمرة لم يكن أمام جيش مصر العظيم سوى أن يستجيب للإرادة الشعبية الهادرة بعد أن فاضت ميادين مصر وشوارعها بالملايين في ثورة شعبية لم تشهدها البشرية عبر تاريخها الإنساني الطويل لكي نسترد وطننا الحضاري العريق من حكم جماعة الإخوان الفاشية». وتابع :«ومنذ تلك اللحظة التاريخية وضعت الحكومة على قمة أولوياتها عوامل قوة الدولة المصرية الماثلة في الإرادة الشعبية الصلبة التي لا تلين»، مشيرا إلى أنه بعد أن نجحت ثورتنا ما زالت هذه الجماعات الفاشية تسعى إلى حرق مصر تنفيذا لمخطط التنظيم العالمي للجماعة الإرهابية المتمثل في سياسة (الأرض المحروقة)، إلا أن الفاجع هو أن بعض الحكومات الأجنبية أخذت - بدعوى الديمقراطية - تدعم هذه الجماعة وتساند هذه المؤامرة بشتى وسائل الضغط السياسي والاقتصادي والمعنوي، مما أدى إلى استقواء هذه الجماعة الإرهابية ظنا منها أنها قادرة على كسر إرادة الشعب المصري وإيقاع الدمار والخراب والهزيمة للدولة المصرية العريقة وتمزيق جيشنا الوطني العظيم وتدمير جهاز الشرطة الباسل». وشدد الوزير المصري، على أن هذه الجماعة قامت بارتكاب جرائم وحشية ضد المواطنين الأبرياء كما هاجموا رجال الشرطة والجيش وروعوا الآمنين الأبرياء في كل مكان بمساعدة تنظيمات إرهابية دولية كتنظيم القاعدة والجماعات السلفية الجهادية والتكفيرية». وأضاف «أحرقوا الكنائس والمساجد والمدارس والمؤسسات الشرطية والأقسام والمنشآت الحكومية، نهبوا المتاحف وأحرقوا المباني التاريخية وخربوا الطرق والكباري والحدائق وفجروا خططوا السكك الحديدية وخطوط الغاز وأنابيب البترول في هجمة بربرية ممنهجة وممولة بملايين الدولارات التي تضخ يوميا لعصابات إجرامية لم تشهدها البلاد على مر العصور». وأوضح وزير الثقافة أنه عندما يتصدى رجال الشرطة والجيش ببسالة لصد هجمات الإرهابيين من أجل حماية المواطنين المدنيين الأبرياء تتعإلى أصوات الاستنكار من هنا وهناك تندد باستخدام العنف في فض «المظاهرات السلمية» .. مذكرا في هذا الصدد بموقف بريطانيا حينما قال المسؤولون البريطانيون لا يحدثنا أحد عن حقوق الإنسان حينما يتعلق الأمر بأمن بريطانيا القومي. وأكد وزير الثقافة أن هذا لا يعني عدم احترام الدولة المصرية لحقوق الإنسان فالدولة المصرية عضو فاعل ومتحضر في المجتمع الدولي ونحن موقعون على كافة المعاهدات والاتفاقات الدولية التي تؤكد احترامنا لحقوق الإنسان طالما كانت الاحتجاجات سلمية والمحتجون يلتزمون بشروط المظاهرات السلمية المتعارف علىها دوليا وفقا لقوانين البلاد. وقال «في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية المسلحة بكافة أنواع الأسلحة القاتلة الحارقة لابد من اتخاذ المواقف الحازمة لحماية الأرواح والمنشآت». من ناحيته، قال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أن المثقفين المصريين عانوا كثيرا من ممارسات الجماعة الفاشية والإرهابية المسماه بالإخوان المسلمين بحسب قوله، ودلل على معاناة المثقفين من تلك الجماعة بالكثير من الأمثلة منها اغتيال المفكر فرج فودة، ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، ونفي نصر حامد أبوزيد، وأخيرا رفع القضايا على عشرات المثقفين بتهمة الإساءة للدين الإسلامي. وأبدى حجازي، تعجبه من إمارة قطر التي تزعم بأنها حامية الديموقراطية في مصر، رغم أنها من أكثر الدول ديكتاتورية ومعاداة لحرية الفكر والتعبير، كما أتعجب أيضا من موقف الدول الغربية التي دافعت عن العلمانية وفصل الدين عن الدولة، والآن نجدها تدافع عن جماعة فاشية إرهابية. وعن علاقة الدولة المصرية بالجيش، قال حجازي إنه طوال العصور الوسطي والقديمة لم يكن لمصر جيشا وطنيا فكانت تستورد الجيش والحكام ولذلك سقطت الدولة حينها، ولم تظهر مبادئ الدولة الحديثة إلا عندما تكون الجيش المصري الوطني في عام 1805 ومنذ ذلك الوقت والمصريون يقدرون جيشهم بل ويقدسونه، وطالب حجازي مثقفي العالم الغربي بمراجعة تاريخ مصر، ليدركوا أننا نتفق مع الديمقراطية والحرية والدولة المدنية الحديثة. ومن ناحيته قال الدكتور ثروت الخرباوي المنشق عن الإخوان في تعلىقه على موقف أمريكا من ثورة 30 يونيو ومساندتها لجماعة الإخوان، إننا لا نريد معونة من أمريكا بل ستقوم مصر بقطع المعونة عنها لأننا سنقاطع المنتجات الأمريكية. وفي رسالته إلا الغرب وأمريكا قال الخرباوي «شكرا للسفيرة الأمريكية ولجون ماكين ولجون كيري لقد نجحتم في تحويل الشعب المصري إلى عدو لكم وهذه فرصة جيدة لكي تتخلص مصر من تبعيتها إليكم».