صادقت محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية أمس على الحكم الصادر من المحكمة الجزائية في القطيف ببراءة متهم بإثارة الشغب في المحافظة، مع التشديد على أخذ تعهد عليه بعدم المشاركة مستقبلا، فيما اعترض المدعي العام على الحكم. وأكد المدعى عليه في إفاداته أن تجمعات مثيري الشغب مرفوضة تماما، موضحا أنهم تضرروا منها كثيرا. وكانت المحكمة الجزائية في القطيف قد أصدرت حكما في وقت سابق ببراءة أحد المتهمين بإثارة الشغب في القطيف بعد الاستماع إلى أقواله، وتأكيده عدم الخروج في المظاهرات، وإنما المشاركة في تشييع اثنين من الموتى كواجب أخلاقي، مؤكدا الابتعاد عن التشييع بعدما اتخذ مسارا آخر، حيث بدأ البعض في ترديد عبارات مسيئة للدولة. وقد استندت المحكمة في قرارها على عدم كفاية الأدلة، مما دفعها للمصادقة على حكم البراءة. وقال القاضي بعد الاطلاع على الدعوى «لم يثبت أمر محرم شرعا أو محظورا في هذه القضية، وكذلك عدم قبول المدعى عليه بتلك التجمعات والمظاهرات وما يحدث فيها، وذكر انزعاجه وتعطل مصالحه ومصالح أسرته بسبب تلك التجمعات، فضلا عن ما ذكره أيضا من عدم قناعته بتلك المظاهرات وما يحدث فيها من تجاوزات وعدم وجود سوابق على المدعى عليه فقد ردت دعوى المدعي العام ضد المدعى عليه بعدم ثبوث قيام الموجب الشرعي وبه حكمت». وقال المدعى عليه ما ذكره المدعي العام من مشاركتي في تشييع جنازة اثنين من الموتى وهما من قتلى المواجهات المسلحة مع رجال الأمن ومصادفتي تجمعات مثيري الشغب كثيرا لدى مروري بشارع الملك عبدالعزيز بالقطيف، وذلك أثناء زيارتي لوالدتي التي تسكن بالقرب من هذا الشارع، ولكن لم يحصل مني ترديد أي عبارات مسيئة أو معادية للدولة وإنما كنت اسمع ترديد بعض العبارات من قبل المشيعين ولا اذكر تلك العبارات لأنها كانت تحصل من بعض المشيعين في بداية المسيرة وأنا كنت في آخرها بالقرب من أهل المتوفى لوجود قرابة بيننا». وأضاف «كانت مشاركتي في تشييع الجنازتين من باب الواجب الشرعي، فهما قريبان لي من جهة والدتي، كما أنني لا اقبل ولا ارضى بتجمعات مثيري الشغب والمظاهرات وضد أي عبارات فيها إساءة للدولة، بل إننا تضررنا من تلك المظاهرات والتجمعات لمثيري الشغب فهي تسبب لنا إزعاجا وقلقا، فضلا عن تعطيل مصالحنا، حيث نمنع أهلنا وأسرنا من الخروج الى أي مشوار خشية من هذه التجمعات لمثيري الشغب والمظاهرات». وشهدت الجلسة العلنية في قاعة المحكمة عرض قرص مدمج مرفق في المعاملة يتضمن مسيرة كبيرة وحشدا من الناس يردد بعضهم عبارات مسيئة ومعادية للدولة، وبعرضها على المدعى عليه قال «هذه هي المسيرة التي شاركت فيها وكما ذكرت لكم كانت مشاركتي من باب الواجب الشرعي في تشييع الجنازة وخصوصا أن المتوفين من قرابة والدتي».