قبل 40 عاما كانت «الفروثي» إحدى القرى التي كان لها حضور في الحياة الاجتماعية في منطقة سدير قبل أن يأفل نجمها مع رحيل وهجرة أهلها عنها .. هجرة الفروثي التي تقع في حضن جبل طويق غرب محافظة المجمعة ب40 كلم أصبحت اليوم أطلالا لا يسكنها إلا صوت الريح عندما يمر عبر أبنيتها المتهدمة وزروعها من النخيل والأثل التي تناظل لأجل البقاء قدر ما شاء الله من الزمن. تاريخ التأسيس في سنة 1337ه انتقل الشيخ مشاري بن علي بن بصيص وجماعته الصعران من قبيلة مطير من هجرة فريثان بعد نضوب المياه من قلبان شعيب (فريثان) وأنشأوا لهم هجرة عرفت ب«الفروثي».. واسم الفروثي اسم قديم منذ العصر الجاهلي قبل ظهور الإسلام، وقد كانت منطقة الفروثي ساحة لمعركة كبرى بين قبيلتي بكر وتغلب من ضمن معارك حرب البسوس الشهيرة. رحيل سكانها هجرة الفروثي أصبحت اليوم خالية من السكان، بعد رحيل سكانها عنها حيث تركها أهلها ولم يعودوا لها .. ودارت أسباب كثيرة حول أسباب الرحيل عنها ولكن السبب الأقرب للصواب هو بحث أهلها عن حياة أفضل وإلحاق أبنائهم بالتعليم الذي كان أوفر حظا في الأماكن التي رحل أهلها إليها، فقبل أربعين عاما تقريبا كانت تعج بالحياة، سكنها أهلها عقودا، بنوا بيوتهم فيها، حفروا آبار الماء فيها، عمروا المساجد وصلوا فيها، وزرعوا النخل وخرفوها. ثم غادروا جميعا ولم يبق منهم فيها أحد. وكانت الفروثي يسكنها الصعران من قبيلة مطير ونزح الكثير من أهلها إلى روضة الحسو وأسسوا فيها قريتهم فيما يعرف بنزحة الشثيلات الكبرى حسب تعبير ابن بليهد في كتابه صحيح الأخبار، وأيضاً اتجه الكثير منهم إلى أم حزم وأسسوا فيها قريتهم، فيما اتجه آخرون من أهلها إلى مدينة المجمعة، وكذلك نجد أن هناك من اتجه من أهل الفروثي إلى حفر الباطن ومنهم من نزح إلى الكويت. العبث بالآثار الفروثي اليوم تشتكي من الإهمال من المؤسسات المعنية بالآثار وكأنها ليست هجرة أثرية تستحق العناية والاهتمام . (عكاظ) تجولت في منازل هذه القرية، حيث لم يشوه هذه المنازل الطينية القديمة إلا عدم الاهتمام، إضافة الى بعض العبث الذي طال مدرسة القرية القديمة وبعض المباني للحصول على أخشابها الأثرية. فهد الربيعة مدير فرع هيئة السياحة والآثار في المجمعة قال ل(عكاظ): تم عمل مسح للقرية قبل عدة سنوات وهي من الهجر التراثية في المحافظة وعن حاجتها للحماية من العبث بمنازلها الطينية قال الربيعة: لا نستطيع حماية هذه القرية من العبث الذي قد يطال هذه المنازل لأنها تعتبر أملاكا خاصة بأهلها.