تعيش مصر أجواء حزينة بعد سقوط أكثر من 500 قتيل وأكثر من ألفي جريح بينهم عدد كبير من أفراد الشرطة من الضباط والجنود في جرائم لم تشهد لها الكنانة مثيلا لها في تاريخها، حيث تعرض بعضهم للقتل العمد والذبح والتمثيل بجثثهم.. من جانب عناصر جماعة الإخوان.. وطالبت شخصيات ورموز سياسية بضرورة إعادة النظر في وجود هذه الجماعة وحزبها بعد أن كشفت الأحداث عن تخفيها وراء العمل السياسي والديني وممارسة أبشع أنواع العنف والإرهاب .. ودعا حمدين صباحي «مؤسس ورئيس حزب التيار الشعبي والقيادي في جبهة الإنقاذ» إلى ضرورة إعادة النظر في الوضع القانوني لجماعة الإخوان بعدما أثبتت الأيام والأحداث أنهم ليسوا دعاة حسبما روجوا لهذا الأمر على مدى عقود طويلة، وإنما دعاة سلطة ولديهم الاستعدادات والتجهيزات لممارسة أي شئ في سبيلها مثلما جري على مدى الأيام الأخيرة. وقال اللواء طلعت مسلم «الخبير العسكري والاستراتيجي» بدوره إنه آن الأوان لإعادة النظر في الوضع القانوني لهذه الجماعة، خاصة بعد الجرائم الوحشية التي أقدمت عليها ولجوئها إلى خيار العنف وحرق مصر بدلا من الاحتكام إلى الحوار السياسي والعمل السلمي. ودعا اللواء فاروق المقريحي«مساعد وزير الداخلية الأسبق» إلى حل جماعة الإخوان التي اعتبر أن وجودها ليس شرعيا، مشيرا إلى جرائمها التي كشفت عن وجهها القبيح، ومؤكدا أن هذه الجماعة تتوارث العنف جيلا بعد جيل منذ مقتل الخازندار. وقال اللواء سامح سيف اليزل إن جماعة الإخوان لن تستسلم بسهولة بالنظر إلى تكوين أفرادها الأيولوجي واعتقادهم أنهم أصحاب حق وأنهم تعرضوا لظلم، غير أنه شدد على أن الحكومة لن تسمح بعد كل هذا العنف والشراهة للقتل وإزهاق الأرواح بأية اعتصامات جديدة من جانب الجماعة وعناصرها. وأكد سيف اليزل عزم الدولة وإصرارها على إنهاء هذه الاعتصامات وقدرتها على التصدي لها مدعومة من الشعب الذي أيقن الخطر الذي يتربص بمستقبله وأمنه واستقراره، وشدد على أنها «الحكومة» لن تضعف أمامها أيا كان الثمن. وقال السفير جمال بيومي إن الإخوان أثبتوا بالدليل القاطع أنهم عصابة مجرمين وقتلة محترفين، وشدد على ضرورة إدراج هذه الجماعة على لائحة الإرهاب الدولي، وحلها بأسرع ما يمكن. وأكد أن اشتراكهم بالعمل السياسي يتعين أن يقترن بقبولهم بكل قواعده أما وأنهم قد انقضوا عليها ورفضوا الرأي والرأي الآخر فإن وجودهم السياسي «ككيان سياسي» على الساحة بات أمرا غير شرعيا، واستغرب مرة أخري موقف الدول التي تتذرع بالديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان الصامت تجاه جرائم هذه الجماعة، مشددا على أنه يرفض الإدعاء أن الاعتصامات تعرضت لفضها بالقوة من جانب قوات الأمن.. وإلا من قتل وأسقط هؤلاء الضحايا من أفرادها. من ناحية أخرى، تسعى وزارة الداخلية وقسم البحث الجنائى للقبض على 8 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين أبرزهم محمد البلتاجي وعصام العريان وعبدالرحمن البر وصفوت حجازى وأحمد عارف، حيث أكدت المعلومات أنهم يتواجدون فى أحد المباني الموجودة بالقرب من مسجد رابعة العدوية وفي الوقت الذي نفت فيه المصادر الأمنية الرسمية بوزارة الداخلية عمليات القبض على قيادات الجماعة نفى عصام العريان القيادى بجماعة الإخوان المسلمين عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عملية اعتقاله أو القبض عليه بعد فض اعتصام رابعة العدوية إلا أن مصادر سيادية تؤكد القبض عليه، وتقول إن صفحته تدار من خلال أدمن مسؤول عنها ويتابعها وجاءت تصريحات مسؤولى وزارة الداخلية التي أكدت عدم القبض على قيادات جماعة الإخوان المسلمين تزيد الموقف تعقيدا وغموضا حول مصير قيادات الإخوان، والأماكن التي يتواجدون فيها، ويديرون من خلالها العمليات المنظمة للاعتصامات والتظاهرات التى ما زالت مستمرة فى القاهرة وعدد من المحافظات، وصلت لدرجة تعطيل السكك الحديدية، وتعطيل المرور من خلال قطع الطرق ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من المفاجآت حول سيناريوهات القبض على قيادات جماعة الإخوان المسلمين وهروب المرشد العام لهم الدكتور محمد بديع الذي تعددت الروايات حول هروبه أيضا، حيث قيل إنه تحرك ناحية الحدود الغربية لاستضافته من جانب عدد من القبائل الموجودة بمطروح، وتدين بالولاء للإخوان المسلمين، وقيل أيضا إنه لم يخرج من نطاق محافظة بنى سويف مسقط رأسه، ويتواجد فى إحدى القرى البعيدة عن المحافظة بعيدا عن أعين أجهزة الأمن حتى تهدأ الملاحقات الشرطية، ويستطيع مغادرة البلاد بدعم من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وقالت مصادر مطلعة إن الجناح التركي فى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين يرحب بوجود كافة قيادات الإخوان فى تركيا، مؤكدين أنه تم رصد اتصالات بين عدد من قيادات الإخوان خلال الأيام السابقة لفض الاعتصام ترحب بوجودهم داخل تركيا، تحت رعاية ودعم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، وتوقعت المصادر أن تكون بعض قيادات الجماعة تم تهريبها عبر البحر المتوسط إلى تركيا، بدعم من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، في نفس اليوم الذي تمت خلاله عملية فض الاعتصام بميدانى رابعة العدوية والنهضة.