فيما أكد ل «عكاظ» المتحدث الرسمي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق أمس، أن التحقيقات الأولية والتقارير الأمنية المبدئية في وفاة اليتيم محمد عبدالله، أحد أبناء المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بجدة، أثبتت أن الوفاة طبيعية وليس هناك أي شبهة جنائية، قال ل «عكاظ» عدد من زملائه الأيتام إنه أخبرهم قبل يوم واحد بأنه يتمنى الموت، وسوف يموت، كون حالته النفسية سيئة ولا يريد أي علاج من مرض السكر الذي يعاني منه. من جانبه قال مدير المؤسسة الخيرية لرعاية الايتام في محافظة جدة، تشرف عليها الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة، غازي الغامدي إن تقرير الطب الشرعي أكد ان الوفاة حدثت قبل 24 ساعة كحد أقصى من العثور على الجثة، وعليها آثار نزيف من الأنف، ولا تزال الاجراءات قائمة من قبل شرطة النزهة، وسيتم دفنه بعد ذلك. وأضاف أن المتوفى ذهب مع زملائه والمشرفين في رحلة إلى منطقة المدينةالمنورة في آخر خمسة أيام من رمضان، وتم تأمين السكن لهم، ومكثوا هناك ثلاثة أيام، وحضروا ختم القرآن الكريم ثم عادوا إلى سكنهم في جدة. وأضاف أن اليتيم محمد عبدالله مريض ويعاني من السكري وأن نسبته ترتفع في بعض الأوقات، إضافة إلى أنه غير متقيد بتعليمات الطبيب والبرنامج العلاجي المطلوب من مريض السكري بحكم صغر سنه رغم تنبيهات زملائه والمشرفين عليه بهذا الخصوص. وبين أن اليتيم المتوفى عانى من نوبة ارتفاع السكري بعد عودته ليلة العيد، وتم نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة، وكان من المفترض أن يبقى في المستشفى لتلقي العناية اللازمة، لكنه خرج على مسؤوليته. وبين أن محمدا تناول وجبة الإفطار صباح العيد مع زملائه ومدير السكن وبقية المشرفين، حيث طلب منه مدير السكن أن يسكن مع أحد زملائه بدلا من مكوثه في غرفته وحيدا، لا سيما أن وضعه الصحي لا يسمح ببقائه وحيدا خوفا عليه من نوبات السكري، لكنه رفض وأصر أن تكون له غرفته الخاصة. وأوضح أن المؤسسة قامت بعمل برنامج للأبناء فترة العيد إذ كان أول يوم عبارة عن حفلة معايدة، واليوم الثاني رحلة إلى صالات الألعاب، وفي اليوم الثالث كان لديهم رحلة لإحدى الاستراحات لممارسة السباحة وكرة القدم والأنشطة الرياضية الأخرى، وأشار إلى أن محمدا لم يكن موجودا في برنامج اليوم الأول، إذ أفاد الجميع بأنه مع أصدقائه، وتم الاتصال على هاتفه النقال أكثر من مرة ولكنه لم يرد، وبعد صدور رائحة من غرفته تم الاتصال بالشرطة والدفاع المدني. وقال إنه بعد اكتشاف الرائحة مساء الأحد الماضي، وحضور الدفاع المدني تم التأكد بأن الرائحة تتعلق بجثة اليتيم محمد، وتم كسر الباب والعثور على الجثة ونقلها إلى مستشفى الملك عبدالعزيز لإنهاء الإجراءات الرسمية وأخذ التصريح الخاص بالدفن، موضحا أن النظام ينص على أن الأبناء عندما تصل أعمارهم إلى 18 سنة ينتقلون إلى نظام الشقق، ويكون الإشراف عليهم أقل من دار الإيواء وذلك لتهيئتهم للعمل والزواج والانخراط في المجتمع. إلى ذلك رصدت «عكاظ» المبنى الذي يسكنه الأبناء حيث حدثت الوفاة، في شارع قريش بحي البوادي، وهو مكون من طابقين وفيه أربع شقق ويقطنه 15 يتيما أعمارهم بين 18 و 19 سنة. وقال محمد الغامدي مدير السكن، إن محمد عبدالله اكتشف في منتصف شعبان الماضي أنه مصاب بمرض السكري، ولم يكن مستوعبا لما حدث، ولم يكن يتقبل النصيحة ويرفض العلاج، وتم نقله أكثر من مرة بالهلال الأحمر بسبب ارتفاع السكر وعادته الغذائية السيئة وعدم تجنب السكريات في المشروبات والمأكولات، وتعمد عدم تناول دواء الوقاية من السكر.