بعد ليلة قلق وترقب قضاها معتصمو رابعة وميدان النهضة من مؤيدي محمد مرسي عقب سريان أنباء عن فض الاعتصامين بالقوة وتحركات مكثفة لقوات الأمن، عادت الأمور إلى طبيعتها منذ فجر أمس مع تحركات معتادة للإخوان ومناصريهم من تنظيم مسيرات انطلقت من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة ومسجد الفتح برمسيس متجهة إلى مقر الاعتصام الرئيس في رابعة. ورغم نفي الداخلية المصرية أمس للتواجد الأمني بمحيطى رابعة والنهضة، إلا أن مصادر أمنية أكدت ل «عكاظ» أن خطة الفض قد اتخذت وستبدأ مرحلتها الأولى المتمثلة في حصار الاعتصاميين في «أي لحظة». في هذه الأثناء حصلت «عكاظ» على تفاصيل اتفاق قيل أنه شبه نهائي يمكن تسميته ب«صفقة الحفاظ على جماعة الإخوان المسلمين» وذلك بين قيادات من جماعة الإخوان وأطراف مسؤولة في الحكومة وبمشاركة أطراف دولية تدخلت للوساطة بين الطرفين، تتضمن الإفراج عن قيادات الجماعة. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن هناك أنباء تتردد بقوة داخل الجماعة عن أن هناك مفاوضات في مراحلها الأخيرة، تجري بناء على طلب الإخوان أنفسهم مع أطراف رسمية من الدولة، يمكن إدراجها تحت مسمى واحد هو «الخروج الآمن للإخوان»، وحاليا يتم وضع التصور النهائي للصفقة والإطار العام لها، قبل الشروع فى تنفيذها. وفي تفاصيل الاتفاق، فإن جهات أجنبية هي من قامت بدور الوساطة الصفقة، حيث كانت الاجتماعات تعقد في حضور أشخاص غربيين، بناء على طلب الجماعة ذاتها، وقياديين من الإخوان المسلمين، وأطراف حكومية، وتقضي الصفقة في تصورها العام بإنهاء الأزمة السياسية، كما يحلو للجماعة تسميتها، السلطة، في مقابل الإفراج عن جميع القيادات الإخوانية، وعدم ملاحقة الشخصيات المطلوبة حاليا مثل المرشد محمد بديع، وعصام العريان، وصفوت حجازي، ومحمد البلتاجى، والقيادات المتحالفة معهم مثل عاصم عبد الماجد، وطارق الزمر، ومحمد عبد المقصود، ويستثنى من قرار الإفراج فى المرحلة الحالية، المعزول محمد مرسي، ومهندس التنظيم خيرت الشاطر. وكذلك الإفراج عن أبو العلا الماضي وسعد الكتاتني في الدفعة الأولى كنوع من العربون، وإثبات حسن النيات. وحول سبل وآلية فض الاعتصامات، طرحت الصفقة سيناريوهين، الأول إما يعطى قياديو الإخوان الأمر إلى المعتصمين في «النهضة» و«رابعة» بمغادرة الميدانين فورا، وأما السيناريو الأقوى بأن يكون هناك فض رمزي، وهو أن تقوم قوات الشرطة بمداهمة الاعتصامين وفضهما بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه مع الحرص على عدم وقوع ضحايا يقع ضحايا إطلاقا. وفي سياق آخر، أفصح المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أحمد المسلماني، أن الرئيس عدلي منصور سيعتمد حركة المحافظين اليوم. وكشف المسلماني أن 27 محافظا و11 نائب محافظ سيؤدون اليمين الدستورية، وأن حركة المحافظين تتضمن استمرار سبعة من المحافظين القدامى، وتعيين 20 محافظا جديدا. إلى ذلك، قرر القضاء المصري تجديد حبس الرئيس المعزول محمد مرسي 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة «التخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية» مطلع عام 2011.