يحافظ الأهالي في عدد من مدن تبوك على عاداتهم وتقاليدهم في الاحتفال بعيد الفطر المبارك، مستمدين ذلك من إرث كبير حظيت به المنطقة منذ الأزل، فالألعاب والأهازيج الخاصة بهذه المناسبة، تشكل فرحة العيد القصوى، وتبدو آثارها جلية في وجوه الكبار والصغار، وترتسم في تعاملاتهم، وأجواء الألفة والمحبة والإخاء، أبرز أشكال طقوسهم وتعاطيهم مع هذا العيد، الذي جعلوه فرصة لتعزيز ترابطهم الاجتماعي، ليمتد طوال العام. ويوضح الدكتور يحيى محمد العطوي أن من أبرز مظاهر العيد في تبوك أن هناك عادات وتقاليد مرتبطة به أصبحت ظاهرة ملحوظة فرضت نفسها بقوة إبان الاحتفاء بالعيد من خلال الفضائيات ومواقع الإنترنت بمختلف توجهاتها، بعد أن كانت التعبيرات عن فرحة العيد من عدمها تقتصر في وقت سابق على ما تجود به قريحة الشعراء من قصائد، كما أصبح بوسع المرء اليوم بفضل التطور الكبير الحاصل في ثورة المعلومات والاتصالات الذي يشهده العالم أن يبادل أقرباءه وأحبابه التهاني والتبريكات ويبعث بطاقات المعايدة إلى من يرغب سواء في المجتمع الذي يعيش فيه أم في أي مجتمع آخر على ظهر المعمورة من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل الهواتف الذكية التي وفرتها تقنية أجهزة الاتصالات (المحمول) أو عبر مواقع الإنترنت من خلال رسائل البريد الإلكتروني أو المحادثة المباشرة بالصوت والصورة ليتمكن كل من غاب عن أحبابه وأقربائه أن يعيش فرحة العيد. أما الإعلامي عبدالقادر عياد البلوي، فيقول من أبرز عبارات المعايدة المتداولة في تبوك يوم العيد: من العايدين، وعساكم من عواده، وكل عام وأنتم بخير، وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات، وعلى الرغم من انتشار ظاهرة إقدام الأطفال في أيام العيد على شراء الألعاب النارية والمفرقعات مع خطورتها، إلا أنه لا يمكن تغييب فرحة العيد التي ترتسم على محيا الأطفال أكثر من غيرهم، ولا سيما الكبار لتشكل فضاء رحبا ممتزجا بألوان الفرح والابتهاج. في حين ألمح الشاعر فواز مفلح العنزي إلى أن بعضا من أهالي تبوك يمارسون فن الدحة، وهو لون منتشر في شمال المملكة، وفي ضباء يوجد الرفيحي، حيث يتكون من صفين ويعتمد على نقر الدفوف وسط خطوات متوازنة، وفي الوجه توجد رقصة الدلوكة، أما في أملج فيوجد الرديح والعجل، وهي من أشهر الفنون الشعبية في المنطقة، فيما يوجد في تيماء فن السامري والعرضة السعودية، وجميع هذه الفنون تؤدى في عيد الفطر، وتحظى بحضور كبير من الناس الذين يشاركون فيها وهم يبتهجون بهذا العيد السعيد. والعيد في منطقة تبوك لا يقف عند حد أكل الحلويات وشراء الجديد من الثياب والذهاب والإياب، ولكن للعيد معنى أعمق من هذا كله هو فرحة القلب والروح بهذه الهدية التي أنعم الله بها علينا بعد شهر الصيام واستشعار القبول لما قدمناه من طاعات وعبادات وباجتماع قلوب المسلمين في الصلاة والتكبيرات وبإدخال الفرحة على قلوب إخواننا المسلمين المليئة بالهموم والأحزان.