في أيام عيد الفطر السعيد تبرز مظاهر التعبير عن الفرح في مكةالمكرمة حيث تكتسي بألوان زاهية لملابس العيد، ابتسامات ولهو الأطفال ومشاكساتهم المحببة. وللعيد في مكة فرحة يشعر بها الجميع على اختلاف اعمارهم وفئاتهم، إذ يعيش المجتمع المكي حالة فرح، تقضي خلالها ساعات من العمل لتحضير مستلزمات العيد التي تزيده بهجة وسرورا. وفي العيد، تحتل طقوس اعداد موائد الإفطار، مكانة مهمة بين طبقات المجتمع المكي كافة، بوصفهما من أشهر أنواع الاطعمة التي تحضر في هذه المناسبة، اذ يجتمع الاقارب فيما بينهم لتحضيرها، ومساعدة بعضهم بعضا، بحضور الاطفال ومشاركتهم في بعض أعمال التحضير. والعيد مناسبة ينتظرها الاطفال بشغف، اذ نجدهم برفقة أسرهم خلاله، ويخرجون لشراء الملابس الجديدة، ولكل طفل ذوقه الخاص، وللأمهات ان يتحملن مشقة هذا الامر، فالتعب يزول بمجرد رؤية الطفل مسرورا وانيقا بملابسه الجديدة. وتبدأ مراسم العيد الاحتفالية في مختلف المساجد صبيحة يوم العيد، بحيث تشق جموع المصلين طريقها إلى بيوت الله، وترفع أصواتها بالتكبير والتحميد والتهليل، لتأدية صلاة عيد الفطر في المساجد الكبيرة، في مواكب احتفالية رائعة تضم الشباب والنساء والشيوخ والأطفال، لإحياء سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. ولكل اسرة مكية طقوسها الخاصة واستعداداتها التي تميزها عن غيرها لاستقبال العيد، فهناك عائلات ستسافر خارج مكة لقضاء العطلة، واخرى خططت للقيام بزيارة الأهل والأقارب والجيران. وشهدت الأسواق التجارية، قبيل حلول عيد الفطر السعيد، انتعاشا وإقبالا كبيرين، بحيث اكتظت الأسواق بالأسر والعائلات، التي أقبلت على شراء كافة مستلزماتها من ملابس ومواد تموينية وحلوى وألعاب للابتهاج بالعيد، ولوحظ ازدحام صالونات الحلاقة، للتزين استعدادا للعيد، وهو مظهر من مظاهر الاحتفال بالمناسبات عند شرائح المجتمع كافة، وهي ظاهرة متعارف عليها تدل على الاستعداد للفرح والسرور. كما شهدت أسواق الملابس والأحذية ومحلات العطور والإكسسوارات والألعاب، إقبالا كبيرا على شراء ملابس الأطفال، وإدخال فرحة العيد وبهجته إلى قلوبهم. وتتجلى مظاهر عيد الفطر لدى المواطنين، خصوصا في ظل عطلة رسمية، بتبادل الزيارات والتواصل الاجتماعي بين الأصدقاء والأحبة والأقارب. وبرغم تنوع مظاهر الاحتفال بالعيد لدى المواطنين، لكن الزيارات الاجتماعية والتواصل بين الأرحام والأصدقاء، تبقى السمة الغالبة على طقوس «الفطر»، اذ تتجلى بتبادل الزيارات الاجتماعية للتهنئة بالعيد. وتبقى فرحة العيد عند الأطفال تعبر عن براءتهم بارتداء الملابس الجديدة وانتظار الأقارب بإعطائهم (العيدية) لشراء ألعاب وارتياد الحدائق للاستمتاع بألعابها المحببة إلى قلوبهم.