لاتزال بعض الأحياء الجنوبية والغربية في مدينة الرياض تتمسك ببعض العادات والتقاليد القديمة والمعروفة، ومن بعض تلك المظاهر إخراج موائد العيد قرب المساجد ووسط الميادين في الأحياء. ورصدت «عكاظ» في جولة صباحية صبيحة العيد جانبا من بعض مظاهر العيد في الأحياء حيث يعد أهالي الحي موائد العيد الشهية التي تحتوي على الأكلات الشعبية المعروفة مثل الجريش والقرصان والكبسة. ويعتبر السكان هذه العادة من المظاهر الجديرة بالبقاء وعدم الانقراض باعتبارها رمزا للعيد السعيد ولا يمكن التفريط فيها أو التخلي عنها. وتقام الموائد وسط جو من الألفة والترابط الاجتماعي الذي يسود الأهالي حيث يجتمع كبار السن والشباب والأطفال ويرسمون أجمل مظهر من مظاهر الفرح والابتهاج. وأتضح من خلال الجولة بأن أكثر أهالي هذه الأحياء من المنتمين لبعض المحافظات والقرى القريبة للعاصمة الرياض. ويقول ل«عكاظ» محمد بن جمعان إن العادة الجميلة لم تنقطع عن الحي الذي يسكن فيه (حي الشفا) منذ عشرات السنين حيث يحرص هو وعشرات الجيران على التسابق لإخراج موائد العيد بعد الصلاة مباشرة. من جهته، يرى أبو راشد العقيلي أن مثل هذه المظاهر محببة للنفس من الصغار والكبار حيث نلتقي بأهل الحارة وجماعة المسجد للسلام وتبادل التهاني في أجواء تسودها الألفة والمحبة والابتسامة. أما سعد الكثيري فيقول إن هذا المظهر الجميل لايزال موجودا في بعض أحياء السويدي والبديعة وفي حي الزهرة بالسويدي مثلا نشاهد أغلب أهل الحي القدماء يحرصون عليها والبعض من الجيران يفضل العيد مع بعض الأقارب في المنازل. محمد الحسين يقول إنه انتقل قبل أربع سنوات للسكن في حي شبرا بالرياض وفي البداية كان أهل الحي لا يحرصون على الخروج في وسط الحارة وتم الاتفاق بين الجيران وجماعة المسجد على إخراج العيد ووجدنا إقبالا كبير من أكثر سكان الحي وقال «هذا هو العام الثالث على التوالي ونحن نستمتع بالعيد مع الجيران وكفانا عناء السفر لخارج الرياض حيث كنا نحرص سابقا على السفر للقرية للاستمتاع بمظاهر العيد فيها».