تؤكد تلك السيدة بحرقة وألم شديدين أن العيد يأتي ويرحل وقلبها تعتصره آهات الألم، فالفستان الجديد بقي جديدا والحذاء الجديد بقي جديدا، ولكن الفتاة كبرت والطفل أصبح مراهقا وهي لا تستطيع رؤيتهم..؟؟ تقول فقط أريد رؤيتهم، ولكنه لا يسمح بذلك فلا أحد يحاسبه ولا مؤسسات تحمي حقي كأم في رؤية صغاري سابقا والكبار حاليا.. تلك السيدة طلبت مني أن أكتب مقالة عن تلك القلوب المتلهفة لاحتضان فلذات أكبادهن، ولكن أكبادهن في اغتراب يرحل بهم إلى حيث تكون القسوة والتجبر لغة التعامل مع أطراف كان حريا بها أن تكون لحاف الحب لصغارها.. تطلب مني أن أكتب عن قضية الكثير من الأمهات المحرومات من احتضان صغارهن بمجرد وقوع الطلاق.. خاصة في حال تزوجت الأم.. ؟؟ تصر تلك الأم على مناداة مؤسسات القضاء في النظر لحالهن وحال صغارهن وتتوقع أن يتم العمل باستراتيجية قضائية جديدة تعطي كل ذي حق حقه..؟ خاصة في حضانة أو رؤية الأبناء..؟؟ تكمل بدموع يائسة أنها كأي أم تحلم بعيد مع صغارها وتحلم أن تشارك أبناءها طعم الحلاوة والفرحة بالفستان الجديد وتريد شمس نهارها بدفء احتضان أبنائها.. تؤكد أن أوصالها ترتعد كلما قرأت خبرا عن اعتداء على طفل أو طفلة، وكلما سمعت بتعذيب طفل أو طفلة رغم أن أبناءها لم يعودوا صغارا..؟؟ في العيد تحلم تلك الأم برؤية أبنائها، ولكنه حلم يأتي ويرحل دون أن تكتحل عيونها بشيء يسعدها ويسعدهم..؟؟ توقفت تلك الأم تاركة بقية الحروف لقلمي، حيث سالت دموعها وانتفض قلبها عن تنهيدة حزن ويأس وألم عجزت الدمعة عن اختصاره فتوقفت في عيونها لتكون غصة في وجدانها، حيث يتحول الألم إلى حشرجة وحرارة في الصدر وألم يصعب على أفضل الأطباء اكتشافه شاركتها الإحساس ولم أشاركها الألم.. ونحن نعيش العيد فرحة وأملا وتطلعا لرحمة الرحمن أرسل باسم هذه الأم وكل أم حرمت من احتضان فلذة كبدها حروف مضاءة بشعاع الرحمة والعطف لكل أب ولكل ولي أمر أعد صغارك أو من أصبحوا كبارا لحضن الحب الحق لحضن الأم لتضمن سلامتهم النفسية وسعادتهم ولتضمن رحمة الرحمن بك.. رسالة لكل أب اعتقد أن الرجولة في حرمان الصغار من أمهم وحرمان الأم من صغارها.. في العيد تتوهج الشفاه بابتسامة الفرح.. وفي العيد تتوهج القلوب بشعلة التذكار، حيث يغيب الأحبة تارة وتغيب ابتسامة الصدق في شفاههم تارة أخرى.. ويبقى وجدان الأم حالة خاصة تتوهج دائما بالحب ويخترقها حتى العظم فقدان الأبناء ويكسر قوتها إرهاق صغيرها، أما دمعة صغارها فتحرق الحياة في روحها.. لقارئي الفاضل نعم كتبت عن الموضوع ذاته غير مرة، ولم اكتف ولن اكتفي حتى يتحرك القضاء نحو مواقع الحلول الفاعلة وليس الأحكام المتوقفة عند باب المحكمة في حال غياب الضمائر.. فلتلك الأم كتبت ولكل أم حرمت سوف نستمر في الكتابة حتى يكون الحق فعلا لا قولا فقط..