دعا عدد من العلماء والمهتمين بالعمل الخيري بعمل تنظيم دقيق لإيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها بعيدا عن العشوائية التي تتم حاليا، مؤكدين ل «عكاظ» عدم رضاهم عما يتم حاليا خاصة أن الزكاة تمثل ركنا من أركان الإسلام الخمسة ولا يجب التهاون فيها، وطالبوا بعمل ورش عمل تجمع الجمعيات الخيرية التي تقوم بتوزيع الزكوات وبين مسؤولين من وزارة الشؤون الاجتماعية بوقت كاف لوضع آلية معينة يتم من خلالها توزيع الزكوات بشكل منظم وعادل، مشيرين إلى أن ما يتم حاليا أمام الأسواق التجارية أمر مؤسف حيث لا تصل فيه الزكاة إلى المحتاج الحقيقي المتعفف ويكون مصيرها البيع أكثر من مرة في الأسواق. «عكاظ» بسطت على العلماء أبعاد قضية واقع توزيع الزكاة في تفاصيل الاستطلاع التالي: في البدء قال الدكتور محمد السهلي مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى عضو جمعية حقوق الإنسان بمكةالمكرمة: «لاشك أن الدين الاسلامي هو دين التكافل الاجتماعي بين الغني والفقير فيقدم الأغنياء زكاتهم سواء أكانت زكاة مال أم زكاة فطر لتغني المحتاج عن المسألة وتسد حاجته، وبما أننا في شهر رمضان شهر الصيام حيث يقوم الجميع بدفع زكاة الفطر للمساكين طهرة للصائم من الرفث واللغو لتغنيهم في هذا اليوم وتجعلهم يشاركون إخوانهم الفرح بالعيد، نجد أن الواقع عدم وصول الزكاة إلى المحتاجين، حيث يلتقطها ذوو البنيات القوية»، واعتبر أن عمل الجميعات الخيرية ضعيف وغير مؤسسي، حيث لا تملك مندوبين لها في الأحياء وفي الأماكن العامة يأخذون الزكاة من دافعيها وتسليمها لمستحقيها الفعليين بعيدا عن العشوائية التي تحدث حاليا، وقال: «لابد من إقامة ورش عمل بين الجمعيات الخيرية بمشاركة الشؤون الاجتماعية حتى يكون هناك تنظيم دقيق لتويع الزكاة، لأننا تركنا المستحقين الفعليين ومما يؤسف له أن البعض يحاول دفع زكاته لأي شخص وكأنه يريد أن يتخلص منها»، وأضاف: «لابد أن يحرص المسلم على أن لا يعطي زكاته إلا لمن يستحقها وعلى الجمعيات الخيرية أن تكون أكثر تنظيما وتساعد في وصول الزكاة إلى المستحقين، فلديها بيانات بالأسماء والمنازل ويجب أن يكون لها مندوبون في كل حي ويتم ربطها بواسطة نظام حاسوبي مع الوزارة حتي يكون التنسيق أقوى فيما بينها». من جهته، طالب الدكتور حمدان السلمي آخذي الزكاة بتقوى الله في أنفسهم وأن لا يكون أخذها إلا لحاجة قائمة، لأن هناك أشخاصا في حاجة ماسة إلى هذه الزكاة ومنهم من ينتظرها بشغف طوال العام، وقال: «على مخرج الزكاة أن يتحرى الدقة ولا يدفع الزكاة إلا لمن يستحقها»، وحث دافعي الزكاة بعدم التعجل، مطالبا الجمعيات الخيرية أن يكون لها دور فاعل في مساعدة المواطنين للوصول إلى المستحقين الفعليين وأن تستنفر كافة طاقتها في هذه الأيام وأن تكون هناك جميعات خيرية متخصصة في تحصيل الزكاة وتعوزيعها. من ناحيته، طالب الداعية المعروف الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني بدفع الزكاة لمستحقيها لعظم هذه الشعيرة الإسلامية، موضحا بوجوب دفعها الإنسان بنفسه دون الاستعانة بالجمعات الخيرية باحثا عن الفقراء فى كافة المناطق، ورفض القحطاني وجوب صرف الزكاة على الأقارب. بدوره، رأى رجل الأعمال محمد آل عامر، أنه يتوجب على رجال الأعمال دفع الزكاة لمستحقيها من الفقراء، وعدم الاكتفاء بالجمعيات وبعض المحتسبين الذين يتقاعسون عن توزيع الزكاة كما يجب. وفي المقابل، أوضح مسؤول بإحدي الجمعيات الخيرية في عسير، أن الجمعية تقوم بوضع الية لتوزيع الزكاة فى كافة المناطق الفقيرة وتحديدا المناطق التهامية، حيث يتم التنسيق مع عدد كبير من المشايخ ويتم تجميع أكثر من 2000 كيلو من الأرز والحبوب ليتم توزيعها، مضيفا أنه تمت مخاطبة مراكز الإمارات بدعم الجمعيات بأسماء المحتاجين والفقراء.