قدر مختصون في اقتصاديات صناعة الأقمشة أن حجم استيراد المملكة في مجال المنسوجات يقدر سنويا ب 10 مليارات ريال، في حين أن نسبة الاستثمار المحلي في هذا المجال تعد ضعيفة جدا، مما دعا الغرف السعودية وفي مقدمتها غرفة جدة استنفار طاقتها عبر عدد من البرامج لتوطين هذه المهنة. وقال رئيس لجنة الأقمشة والمنسوجات في الغرفة التجارية الصناعية في جدة محمد بن سلطان الشهري «إن الأسر المنتجة المشاركة في مشروع (كساء) الذي يهدف إلى إحلال العمالة السعودية الماهرة محل العمالة الوافدة ونقل التقنيات والخبرات العالمية إلى المملكة لتصبح من الدول الرائدة في صناعة خطوط الموضة والأزياء ، حيث يعمل المشروع على توفير نحو 30 ألف مهنة وحرفة في تصميم وحياكة الأزياء وخلق مشروعات صغيرة لذات الحرفة مع إتاحة المزيد من فرص العمل المغرية لاسيما في ظل وجود نحو 20 ألف محل للخياطة والأزياء والتطريز». وأوضح أن المشروع سيساهم في تحويل أصحاب المنشآت القائمة في الأزياء والخياطة وإحلالهم تدريجيا بحرفيين سعوديين وسعوديات ماهرين، وسيتم التركيز وتوطين هذه المهن بشكل كبير بسعوديات لأن مجال الخياطة والأزياء معظمه يخص المرأة، ويتناسب مع طبيعتها وذوقها، مشيرا إلى أن هناك خططا طموحة لإنشاء أكاديمية ومعاهد خاصة لتدريب الكوادر الوطنية على صناعة الأزياء والتصميم وخطوط إنتاج الملابس والعبايات، وإعادة خلق عهد الحرفة من جديد من خلال تأهيل كوادر وطنية ماهرة لتصبح حرفة ومهنة في اليد للعمل وإيجاد كسب الرزق لتلك الكوادر من المصانع أو البيوت، كما سيتم جلب خبراء ومدربين عالميين من جميع دول العالم المتقدمة لهذه الصناعة. وفي لفتة رائعة، طالب رئيس لجنة الأقمشة والمنسوجات في الغرفة التجارية الصناعية في جدة أكثر من (600) أسرة منتجة مشاركة في المهرجان الرمضاني التسويقي للأسر المنتجة والذي اختتمت فعالياته في جدة إلى الانضمام للمبادرة التي أطلقتها اللجنة بالتعاون مع طائفة الخياطين والمشاركة في ورش العمل التي تستهدف تأهيل وتدريب مئات الشباب والفتيات من أبناء هذه الأسر على إتقان المهن الحرفية، والتحول من الهواية إلى الاحتراف. جاء ذلك، خلال الزيارة التي قام بها الشهري للمهرجان، وأبدى سعادته بالإبداعات التي خطتها الأيدي السعودية المشاركة، مؤكدا أنه لم يفاجأ بالإنتاج الراقي والمتميز لأغلب الأسر المنتجة المشاركة لأنه على اطلاع مستمر على عملهم ويحرص على مساندتهم والتواجد بجانبهم في كل مناسبة. وقال الشهري: لاحظنا أن نشاط (80 في المئة) من الأسر المنتجة يتركز في الملابس والأزياء، لذلك أخذنا على عاتقنا عبر لجنة الأقمشة والمنسوجات في الغرفة وطائفة الخياطين رعاية ودعم ومساندة هذه الأسر التي تمثل شريحة مهمة في المجتمع، ويمكن أن يكون لها دور مؤثر في الاقتصاد السعودي، لذا طرحنا بالتعاون مع شركتي زانة والنسيج العربي الوطنيتين، وشركة براذر العالمية مبادرة وطنية تتيح الفرصة لجميع الأسر المنتجة للتدريب والتأهيل مجانا في ورش عمل متخصصة، مع تعهد كامل بدعم جميع الأسر التي تنتهي من الحصول على الدورة التدريبية، حيث سيتم توفير أجهزة ومكائن تساعدهم في مجال عملهم.