شهد نحو مليوني مصل البارحة ليلة السابع والعشرين في المسجد الحرام بمكةالمكرمة، وسط أجواء روحانية وخدمات متكاملة وتنظيم أمني عال أسهم في تفتيت الكتل البشرية في المنطقة المركزية، بما حقق انسيابية في دخول وخروج المصلين من وإلى الحرم المكي الشريف . وانتشر كافة القوات الأمنية للمشاركة في إدارة الحشود وأبرزها قوة أمن المسجد الحرام، قوات الطوارئ الخاصة، قوة أمن الحج والعمرة وقوة أفراد تدريب الأمن العام في تنفيذ هذه المهمة. فيما ساندت نحو 10 جهات حكومية أخرى تلك القوات في تقديم خدمات صحية وإنسانية كبيرة للمصلين. وتحول مشهد الجموع المؤمنة لواحد من أبرز المشاهد الروحانية التي التقت في مكان واحد بقلب واحد وغاية واحدة وهي طلب الغفران من الله عز وجل في ليلة القدر. ونشرت الأجهزة الأمنية والمرورية البارحة، فرقها على المسجد الحرام والمنطقة المركزية والعاصمة المقدسة وتطبيق خطتها بنسبة 100 في المائة مع عمل جميع القوات بكامل طاقتها للحيلولة من حدة الاختناقات وزحام المصلين والمعتمرين وقاصدي المسجد الحرام. وقال ل«عكاظ» مساعد مدير الأمن العام لشؤون التدريب اللواء سعد الخليوي، أنه بدءا من البارحة السابع والعشرين، تم تنفيذ المرحلة الثالثة من خطة إدارة الحشود في المسجد الحرام، وكان التشغيل بنسبة 100 في المئة من أجل مواجهة الكثافة الهائلة من المعتمرين الذين امتلأ بهم الحرم الشريف وساحاته. من جهته أكد مدير إدارة الدوريات الأمنية بالعاصمة المقدسة العقيد سعيد سالم القرني ل«عكاظ» تكثيف التواجد الأمني للدوريات الامنية، حيث بلغت ما يقارب 300 دورية ساهمت مع بقية الجهات المعنية في حركة المعتمرين وحفظ الأمن ليلة السابع والعشرين. إلى ذلك أبان مدير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد خلف المطرفي، أن قوات الدفاع المدني أدت أدوارها بكل كفاءة ليلة القدر، حيث تم تجهيز العدد الذي تناسب مع الزيادة الكبيرة في أعداد المعتمرين والزوار وما يتطلبه ذلك من إجراءات احترازية للوقاية من المخاطر التي قد تهدد سلامة المصلين والمعتمرين، والتخفيف من آثارها في حال حدوث أي منها، واستطرد يقول «جميع المعتمرين والمصلين أدوا نسكهم بكل يسر وسهولة مساء أمس». من ناحية أكد قائد أمن الحرم اللواء يحيى الزهراني، أنه رغم امتلاء الحرم والأسطح والدور الأول والأروقة والساحات المحيطة بالحرم، إلا أن المصلين والمعتمرين أدوا الصلاة وشهدوا ليلة السابع والعشرين بكل يسر وسهولة، مشيرا إلى أن تطبيق خطة ليلة السابع والعشرين والتي تم زيادة رجال الأمن ساهمت بشكل كبير في انسيابية حركة المصلين والمعتمرين، وأشار إلى أنه تم رصد تحركات المعتمرين داخل وخارج الحرم من خلال 750 شاشة و أكثر من 1000 كاميرا رقمية، وأدى المصلون والمعتمرون نسكهم على غير العادة والمتوقع نظرا للكثافة العالية التي شهدها الحرم منذ الصباح الباكر. بالإضافة إلى تخصيص قوة أمنية خاصة على جسر المطاف المعلق ساهم في انسيابية حركة المعتمرين. من جهته أوضح مدير عام المرور اللواء عبدالرحمن المقبل، أن أكثر من أربعة آلاف رجل أمن، منهم 2500 من طلاب مدن تدريب الأمن العام و1500 فرد من الإدارة العامة للمرور، إضافة إلى منسوبي مرور العاصمة المقدسة، نفذوا مساء البارحة ليلة السابع والعشرين الخطة المرورية، مبينا أنها اتسمت بالانسيابية رغم الكثافة البشرية، حيث تم توزيعهم على المنطقة المركزية والمراكز والأسواق التجارية والشوارع والميادين العامة لمتابعة الحركة المرورية وأضاف «نقاط الفرز ساهمت في تهيئة المنطقة المركزية للمعتمرين لأن طرق المنطقة المركزية وشوارعها اكتظت بالمشاة والمصلين ليلة البارحة».