وسط زخات من المطر أدى أكثر من مليون ونصف المليون مصل أمس آخر صلاة جمعة في شهر رمضان بالمسجد الحرام، وسط تنظيمات أمنية مكثفة وخدمات واستعدادات وفرتها الجهات المعنية، حيث امتلأت أروقة وساحات الحرم المكي الشريف بجموع المصلين منذ الساعات الأولى من صباح أمس في ظل الخدمات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوفير أقصى سبل الراحة والأمان للزوار والمعتمرين. ورصدت «عكاظ» منذ الساعات الأولى دخول جموع غفيرة من المصلين إلى بيت الله الحرام ليؤدوا آخر جمعة لهم في شهر رمضان الجاري، تلفهم السكينة والهدوء، فيما تم فتح 176 بابا لتسهيل الصعود بالسلالم المؤدية الى المسجد الحرام. وشهدت مداخل مكةالمكرمة كثافة كبيرة في دخول المركبات منذ الساعات الأولى ليوم أمس وكان لتوجيه سيارات المعتمرين إلى مواقف السيارات الأثر الكبير في تخفيف دخولها إلى مكة وتابعت القيادات الأمنية الميدانية حركة سير المركبات وتدفقها على مداخل مكةالمكرمة، وعملت على تسهيل الحركة المرورية والتنظيمية في المنطقة المركزية، وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء نسكهم بيسر وأمان، ما مكن الزوار والعمار وقاصدي بيت الله الحرام من أداء عباداتهم في جو روحاني مفعم بالأمن والأمان سادته السكينة والخشوع والراحة والطمأنينة في ظل رعاية شاملة ومنظومة خدمات متكاملة. وسخرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كافة جهودها وإمكاناتها الآلية والبشرية لاستقبال المصلين من خلال تجهيز وتهيئة ساحات وأروقة المسجد الحرام وتأمين الفرش الفاخر وفتح السلالم الكهربائية للطوابق العلوية وتهيئة القبو منذ وقت مبكر. وأقرت الخطة المرورية منع دخول السيارات للمنطقة المركزية قبل الصلاة بساعة وبعدها بساعة وذلك تفاديا للازدحام المروري، مع فرز سيارات المعتمرين وفلترتها من خلال نقاط الفرز حول المنطقة المركزية وعند مداخل مكةالمكرمة وتوجيهها للمواقف المخصصة للمعتمرين عند مداخل العاصمة المقدسة وتوفير حافلات النقل الجماعي لنقل المعتمرين من وإلى المسجد الحرام لتقليل عدد السيارات في المنطقة المركزية وإعطاء الفرصة لحركة المشاة. وأكد ل«عكاظ» قائد قوة أمن الحرم اللواء يحيى مساعد الزهراني، أن جميع القوى الأمنية المشاركة في خطة شهر رمضان نفذت خططها الأمنية خلال العشر الأواخر بكل دقة وحسب ما هو مخطط له مسبقاً، وحققت نجاحاً تاماً من قبل كافة القطاعات الأمنية في المسجد الحرام، مشيراً إلى أنه رغم ما لوحظ من كثافة بشرية خلال العشر الأواخر من رمضان ويوم أمس من المعتمرين في الحرم إلا أن حركتهم كانت تسير بشكل انسيابي ومرن من خلال توجيههم الى المناطق الأقل ازدحاماً. من جهته قال قائد قوات مهام أمن العمرة اللواء سعد بن عبدالله الخليوي: إن نسبة تشغيل القوى الأمنية وصلت إلى مائة في المائة تقريبا، وأن المعتمرين والمصلين أدوا صلاة الجمعة بكل يسر وسهولة رغم ازدياد حركة المركبات وحركة المشاة من وإلى المنطقة المركزية والحرم والساحات المحيطة به. وجدد اللواء الخليوي مطالبته للمواطنين والمقيمين بإعطاء الفرصة لمن قدم إلى مكةالمكرمة من خارج المملكة، مبيناً أن هذا يعد مشاركة منهم في هذا المشروع الخير والكبير لتوسعة المطاف الذي سيعود بعد الانتهاء منه في عام 1436ه بالخير والنفع للجميع وتأدية مناسك الحج والعمرة بالشكل المطلوب. من جانبه أوضح مدير العلاقات العامة بالرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين أحمد المنصوري، أن عملية تنظيم الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام تمت بشكل جيد وكانت الأمطار خفيفة استمتع بها المعتمرون والمصلون ولم تسجل أي حوادث انزلاقات للمعتمرين، وقال: إن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رفعت جاهزيتها بنسبة 100 في المائة، وهناك خطة جاهزة يتم اللجوء إليها عند هطول الأمطار لمواجهة أي طارئ.