قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبدالفتاح السيسي أبلغ الولاياتالمتحدة أمس السبت، أن القيادة المصرية الجديدة تعمل من أجل تحقيق مصالحة سياسية، وأنها ملتزمة بخارطة الطريق السياسية التي ستقود إلى إجراء انتخابات ووضع دستور في مصر. وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون، إن السيسي أدلى بهذه التصريحات خلال مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل. وجاءت تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية عن المحادثات بين هاجل والسيسي في ذات اليوم الذي نقلت فيه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن السيسي قوله إنه لا يطمح إلى السلطة، في رد على سؤال للصحيفة عما إذا كان سيرشح نفسه لمنصب الرئيس وقال: «الأهم في حياتي هو التغلب على هذه المصاعب والتثبت من أننا نعيش بسلام، ومتابعة خارطة طريقنا والتمكن من تنظيم الانتخابات المقبلة بدون إراقة قطرة واحدة من دماء المصريين»، مبينا: «لا يسعكم أن تتصوروا أن هناك أشخاصا لا يطمحون إلى السلطة»، مؤكدا على أنه «من هؤلاء الذين لا يسعون إلى السلطة»، وتابع «أمل الشعب هو أملنا وحين يكن لك الناس المحبة، فهذا أهم ما يكون بنظري». وحث السيسي في حديثه للصحيفة الأمريكيةالولاياتالمتحدة على استخدام نفوذها تجاه الإخوان لإنهاء الأزمة السياسية في مصر قائلا «الإدارة الأمريكية لديها وسائل ضغط قوية ونفوذ كبير على الإخوان وأود منها أن تستخدم هذه الوسائل لوضع حد للنزاع». وأضاف السيسي مؤكدا في اللقاء الذي نشرته الصحيفة على موقعها على الإنترنت «الجيش لن يتدخل، ومن سيضع حدا لهذه الاعتصامات وينظف الميادين لن يكون الجيش، هناك شرطة مكلفة بهذه المهام». واستطرد «في 26 يوليو خرج أكثر من 30 مليون شخص إلى الشوارع لإبداء دعمهم لي، وهؤلاء ينتظرون مني أن أفعل شيئا». وسئل السيسي عن المخاوف التي أبدتها واشنطن حيال الوضع في مصر، فأجاب منتقدا سياسة الولاياتالمتحدة، موضحا «نتساءل حقا، ما هو دور الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجميع القوى الدولية الأخرى التي تؤيد أمن مصر واستقرارها؟ هل قيم الحرية والديموقراطية صالحة فقط في بلادكم؟ لقد تخليتم عن المصريين، أدرتم لهم ظهركم، وهم لن ينسوا ذلك». وبرر السيسي تدخل الجيش لعزل أول رئيس مصري منتخب ديموقراطيا، بخروج تظاهرات متزايدة ضد مرسي لاتهامه بالسماح للإخوان بالهيمنة على السلطة وإجهازه على اقتصاد يعاني أساسا وضعا صعبا، وبين «لو لم نتحرك لكان الأمر تحول إلى حرب أهلية، وهذا ما قلته لمرسي قبل رحيله بأربعة أشهر». وختم قائلا: «ما أريدكم أن تعلموه وما أريد أن يعلمه القراء الأمريكيون، هو أن الأمر يتعلق بشعب حر تمرد على نظام سياسي غير عادل، وهذا الشعب الحر بحاجة إلى دعمكم».