أكد مشايخ ومثقفون أن الوسطية في الإسلام تهدف إلى تحقيق مبدأ التيسير والترغيب، حيث بني الدين الإسلامي على اليسر لا على العسر، معتبرين أن الوسطية ميزة من مميزاته التي اختلف بها عن الأديان السماوية الأخرى، حيث يؤكد ذلك قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه). وبين الشيخ فيصل المالكي إمام وخطيب مسجد شرف الثبيتي في الطائف أن السلف الصالح من هذه الأمة أشد الناس تصورا للتوسط، وفهما للشريعة والعقيدة على هذا الأساس الراسخ، كانوا في حياتهم اليومية أكثر تمسكا بهذا الأصل في تعاملاتهم اليومية ونصحهم وإرشادهم ومقابلتهم للآخرين، حيث كانوا يعتمدون على التوسط بلا غلو ولا انحلال ولا تشديد، وهذا ليس حديثنا بل تشهد سيرتهم وحياتهم من أخذ بأصول الخلاف العلمي وأدبه، وبالخلق الإسلامي الرفيع. وقال: من ذلك يجب أن نفهم الوسطية في الإسلام فهما سليما شاملا، ثم ندقق النظر في أجزائها، لوجدنا أنها تشمل الحياة في كل جوانبها ومعانيها، وأنها تترك آثارها في نفسية المسلم وحتى غير المسلم عندما يشاهد ذلك فإنه سيكون الطريق للإسلام بسبب هذا التعامل الجيد، فيشعر دائما بالعزة بالله من جانب، والتواضع له ثم لعباده، والمسؤولية أمامه من جانب آخر، وهذه لا تتوفر في الغلو. أما الشيخ عبدالرحمن العتيبي، فقال إن الوسطية تترك آثارا واضحة في الأمة الإسلامية، حيث تساهم بشكل كبير في انتشار لحضارتها وازدهارها، ومع ذلك تساهم هذه الوسطية في استقطاب المواهب الجيدة والكفاءات والخبرات المختلفة، أما الدكتور جريدي المنصوري فأكد أهمية معرفة الجميع لمعنى الوسطية، وكيف أن السلف الصالح نجحوا في جعلها أسلوب حياة وقيما يتمسكون بها، إذ أسهمت في نشر الإسلام وتكثير سواد المسلمين، مبينا أن الوسطية والعمل بها تنهي الكثير من الخلافات والمشاكل وتحبب الجميع لبعضهم بدلا من التنافر، وهذا طريق للتواضع، والذي يساهم بشكل كبير في تغيير التعاملات اليومية التي نواجهها.