يعد شهر رمضان الفرصة المهيأة لإصلاح ما تقطع من العلاقات بين المتشاحنين، فتأليف القلوب بين الناس من أعظم القربات. وأوضح البعض أن رمضان هيأ لهم فرصة الإصلاح إذ كان من المستحيل إزالة ما في القلوب لولا الحرص على أجر رمضان والذي يرتهن بتصفية ما في القلوب. فالعم خ. م. يوضح أنه يئس من الإصلاح بين ابنه وزوجته بعد حصول شقاق بينهما قبل 3 أشهر ونصف، مبينا أن حلول الشهر ساعد على الإصلاح بينهما إذ كان الطرفان مستعدين لقبول الصلح حتى تم بالفعل لتعود حياتهما كما كانت. واستاء من تمسك البعض برأيه وعدم قبوله الطرف الآخر وبالتالي تتفاقم المشكلة بينهما، لافتا إلى قول الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين). من جانبه رأى الداعية محمد وليد أن رمضان فرصة للتآلف بين المسلمين عموما، قائلا نهانا الله سبحانه وتعالى عن البغضاء والعداوة وأمرنا بالإصلاح بين الآخرين، مشيرا إلى أن التصافي والسعي للإصلاح يرفع من درجات الإنسان وصيامه وصدقته وصلاته. وأوضح أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم السعي للإصلاح بين الناس بل كان عليه السلام يعرض الصلح على المتخاصمين وقد باشر الصلح بنفسه حين تنازع أهل قباء فندب أصحابه وقال: (اذهبوا بنا نصلح بينهم). وأشار إلى بعض الصفات التي ينبغي للمصلح التحلي بها كالحكمة والقدرة على الوعظ الحسن وتليين القلوب، والحلم وسعة البال والصبر والتأني وعدم العجلة، والمحافظة على أسرار المتخاصمين مع أهمية العلم الشرعي. ونوه بأهمية اطلاعه على ما يحل وما يحرم والشروط والأحكام في مجال الخصومة، وأن يكون لطيفاً ويبتعد عن العبارات الجارحة وأن يكون محايدا فهذه من أهم سمات المصلح مع ضرورة العدل لقوله سبحانه: (فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين). ونصح بأهمية الصلح حال انتهاء فورة الغضب، وأهمية التعجيل به إذ يصعب كلما مرت السنين وتراكمت الشحناء، لما يسببه تناقل الكلام بين الناس.