دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أفراد المجتمع للسعي إلى جمع الكلمة ووحدة الصف ولم الشمل والحرص على الإصلاح بشتى الوسائل والسبل. وقال: إن ما يروى من أن (الفتنة نائمة لعن الله موقظها)، معناه الفتن خامدة مختفية وهي موجوده، فلعن الله من أيقظها وسعى في نشرها ودعا إليها وصد الناس عن سبيل الله المستقيم، سواء أكانت بفتنة في دينهم بما يروجه من الشبهات والدعوات الضالة وبما ينشره من الفواحش والمنكرات، أو ما يفتن به الناس باختلاف كلمتهم وقلوبهم وشق عصا الطاعة بينهم وإحداث البغضاء والعداوة بينهم وإيقاد نار الحرب والقتال بين المسلمين، فكل هذا من إيقاظ الفتنة. وشدد آل الشيخ على أن المسلم يسعى في الإصلاح والتوفيق بقدر ما يستطيع لقول الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)، وقال سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى). وذكر مفتي عام المملكة أن الله تعالى جعل لمن غرم من ماله للإصلاح بين الفئات المتنازعة نصيبا من الزكاة، فقال (والغارمين)، مضيفا «الله يحب الإصلاح بين الناس، أما الساعون في الفتن الموقدون لها المروجون الباذلون أسبابها الممهدون لها، فكل هؤلاء أعداء الأمة والدين»، لافتا إلى أن المسلم يحرص دائما على جمع الكلمة ووحدة الصف والتقاء الإخوان والتباحث والتعاون لا سفك الدماء ونشر الفوضى.