الحمد لله على نعمة الاسلام والقرآن وعلى نعمة بعثه سيد الانام محمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله، ان هذا القرآن العظيم كلام الله الكريم المنزل من فوق سبع طرائق على قلب محمد عليه افضل السلام واتم التسليم، المحفوظ يقينا بحفظ الله الى يوم الدين: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) لقد احتفى سلف هذه الامة الاخيار اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن سلك طريقهم من التابعين ومن بعدهم، احتفوا بالقرآن الكريم تلقوه من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالحب والرغبة والتعظيم، وتعلموا ما فيه من العلم والعمل "كنا لا نجاوز عشر آيات حتى نتعلم ما فيهن من العلم والعمل" ثم انطلقوا يبشرون بالقرآن الكريم وبهذا الدين العظيم فيما حولهم من الارض، سعدوا بهذا الكتاب العزيز وبسنة المصطفى الكريم فاسعدوا به من شاء الله من امم الارض، ومن بلغ، فتحقق على ارض الواقع "المجتمع المثالي" الذي كانت تحلم به البشرية، ومازالت، فما بال كثير من افراد المجتمع في هذا العصر، تضيق صدورهم، وتفتح اوداجهم، ويطلق على بعضهم الفاظ نابية عند اتفه الاسباب!! ثم يزدحمون على ابواب العيادات النفسية طلبا للعلاج؟! ألم يقرؤوا قول الباري عز وجل: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب. وان لمن العجب بل من المحزن حقا ان نرى امما تنتمي الى الاسلام يقتل بعضهم بعضا في استباحة مقيتة، وشماتة شنيعة، وكأنهم لم ينزل عليهم قول الله عزوجل: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين، ان أي مسلم يطلع على اوضاع العديد من الدول الاسلامية الآن وما يجري فيها من اضطرابات وقلاقل وصراعات دامية لابد ان يطأطئ رأسه خجلا واسى من كل ما يحدث هنالك من ممارسات غير اخلاقيه وغير لائقة. ويخشى ان يقع عليهم ما ورد في الذكر الحكيم: {ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى).. اللهم حبب الينا جميعا الايمان والقرآن واهدنا صراطك المستقيم انك ولي ذلك القادر عليه. * رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض