أذكر أن الأستاذ رضا محمد لاري رئيس تحرير الجريدتين عكاظ ثم سعودي جازيت الأسبق شفاه الله قال لي ذات يوم: أهل جدة يقولون ثلاثة أشياء لا «تزعل».. من قال لك هات حقي ومن قال لك لا تكلمني ومن قال لك لا تدخل بيتي. ثم استدرك ليقول: لكن إذا دخل بيتك فهو ضيفك، وهو بذلك قد محا «الزعل»، فأهلا وسهلا به. المتسولون والمتسولات في جدة، وقد تضاعفوا عند إشارات المرور ومحلات التموينات والمساجد لا تأويل لتكاثرهم إلا أنهم يطالبون بحقهم. فرمضان شهر الزكاة. تقف الواحدة أمام سيارتك فتناديك بلسان الحال والمقال: هات حقي. أنت لا تدري حقيقتها وهي لا تعلم إن كنت من الكانزين أم من المستورين. لا تكلمك ولا تكلمها، بل ترمقها وترمقك وأنت تعصف دماغك هل هي نصابة ضمن عصابة؟ أم أنها مطلقة ومات أبوها وفي بيتها أربعة أفواه تريد سد جوعتهم؟ وقد وقفت أمامك لا تترك لك عذرا، إلا باخضرار الإشارة! معضلة محيرة جوابها ما قاله الأستاذ رضا لا «تزعل». في جدة أو في غيرها. ثانيا أطفئ مكيف السيارة حتى لو افترضت أنها نصابة. لأن الحرارة تؤذيها، فإن كانت صادقة فلا تجمع عليها الحرمان والحرارة. وإن كانت كاذبة فليس لك حق عقوبتها. الدولة هي التي تعاقب. ثالثا تذكر «وأما السائل فلا تنهر». لا ندفن رؤوسنا في الرمال، فنحن السبب في تكاثر المتسولين والمتسولات.