في مفترق الطرقات وأمام الإشارات بمدن المنطقة الشرقية، وخاصة الدمام والخبر والظهران، نساء يحملن أطفالًا ولا يظهر منهن غير عيونهن التي ترمقك من بعيد يمينًا ويسارًا لا يمكن معرفة إن كن نساء أو رجالًا، يستجدين المارة في ساعات النهار وفي آخر الليل، دائمات التواجد عند الإشارات، معرضات أنفسهن والاخرين للخطر، أصبحت ظاهرة واضحة للعيان لا تجد من يصدها برغم تشويهها للمنظر العام ووجود جهات ترصدها وتمنعها. التسول علنا بوضح النهار (اليوم) رصدت "اليوم" الظاهرة بشكل سريع والتي تتنامى يوما أو بعض يوم، حيث قال مواطنون: إنهم باتوا يعتقدون ان التسول مسموح به ومباح في الاشارات المرورية، فلا أحد يطارد هؤلاء النسوة، او الاطفال الذين يفاجئوك بالقرب من زجاج السيارة وكأنهم خرجوا من باطن الأرض يطلبون المساعدة، وهناك من يعطيهم وآخرون يخافون منهم، ويطردونهم، وطالب عدد كبير من المواطنين بضرورة تواجد الشرطة والدوريات الامنية ومكتب مكافحة التسول وهذه الجهات غائبة تماما عن مكافحة هذه الظاهرة. حاولنا الاقتراب من متسولة ورفضت التحدث إلا بعد قبض المعلوم قالت: إنها لا تتسول إلا عند الاشارة فقط، فلا أحد يمنعها من ذلك، كما ان العباية تمنع أي أحد من الاقتراب منها، اعتقادا من الجميع انها سعودية في حين أنها صومالية بلا إثبات، وقالت أيضا: إن الاشارات مقسمة بين المتسولات، فلا أحد يقف مكان أحد وإلا حدثت مشاجرات، وهناك إشارات بعينها رزقها واسع يتم تأجيرها من المتسولات الخبيرات بالمهنة لمتسولات أقل خبرة ومبتدئات، وقد يصل الايجار اليومي الي 100 ريال، وما هي إلا لحظات حتى قفزت المتسولة امام سيارة أخرى طلبا للمال.