أطلقت عدد من سيدات جدة عبر مجموعة في الواتس آب حملة للرفق بالحيوان، بدأت فكرتها بجمع المتبقي من الطعام مثل الأرز المطهي والخبز وقطع اللحم المطهية وتوضع في أوعية بلاستيكية وتقدم للحيوانات. وقسمت السيدات (20 سيدة) أنفسهن إلى 10 مجموعات، سيدتان في كل مجموعة تخرجان ببواقي الطعام لتضعانه في الأراضي التي لا توجد بها أبنية في مناطق مختلفة بمدينة جدة، كل قرب منطقة سكنها، حيث يوضع الأرز وفتات الخبز مع الماء للطيور «الحمام وغيره»، فيما يوضع باقي قطع اللحم في منطقة أخرى للقطط، وهكذا يستفاد من بواقي الطعام بكسب الأجر من الله، بدلا من رميها في صناديق القمامة. السيدة فايزة أحمد «صاحبة الفكرة» قالت: «للأسف لا يوجد لدينا جمعية للرفق بالحيوان، كما أن كثيرا من الأسر تطهو طعاما فوق حاجتها ويتم رمي الباقي، وقد لفت نظري وجود عدد من القطط على حافة صندوق قمامة وفي الأرض حمامة تأكل من قطعة خبز دون أن تشعر بالخوف من القطط، حيث جمعهم الجوع، فخطرت الفكرة ببالي، فبدلا من تكوين مجموعة (قروب) على الواتس آب للاتفاق على حضور الأفراح، وماذا سوف نرتدي، وأين سوف نقضي يوم الإجازة، فكرت باستغلال هذه الخدمة بطريقة مفيدة، وعرضت الفكرة على القروب المكون من 20 سيدة ووجدت تجاوبا فوريا منهن، وبدأنا هذا العمل من شهر ربيع أول الماضي، والجميل أن الجيران الذين علموا بعملنا أخذوا يجمعون لنا باقي طعامهم ويفصلونه حسب نوعيته. وأضافت: «لم نشعر بعناء أو مشقة مطلقا بل أصبحنا نلاحظ حضور أفراد آخرين لا نعرفهم بالطعام والماء، فنحن مجتمع رحيم بالفطرة ولكن أمور الدنيا تصرفنا عن التراحم والتكافل، وهذا التراحم لا يتوقف على البشر فحسب بل على كل كائن حي، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «في كل كبد رطبة أجر» ونحن نتطلع لأن يزيد عددنا، وربما قمنا بإنشاء جمعية صغيرة للرفق بالحيوان، على أمل أن تحذو السيدات في باقي مدن ومناطق المملكة حذونا في هذا العمل النبيل».