تعد بقيع الغرقد المقبرة الرئيسية لأهل المدينةالمنورة منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي من أقرب الأماكن التاريخية إلى المسجد النبوي، إذ تقع في القسم الجنوبي الشرقي من سوره، ولا تزال قيد الاستخدام حتى الآن. وضم بقيع الغرقد رفات الآلاف المؤلفة من أهالي المدينة ومن توفي من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، إذ في مقدمة الأموات الصحابة الكرام، كعثمان بن عفان رضي الله عنه، وعدد من أمهات المؤمنين وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم. وتروي عائشة رضي الله عنها قصة وقت لها بسبب بقيع الغرقد فقالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي فيها عندي، فوضع رداءه، ووضع نعليه عند رجليه.. وخرج صلى الله عليه وآله وسلم إلى البقيع ثم قالت: فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع، فقام، فأطال، ثم رفع يده ثلاث مرات، ثم وذكرت أنها عادت قبله إلى بيتها فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (فإن جبريل أتاني... فأجبته... فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم) قالت عائشة: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: (قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرىن وإنا إن شاء الله بكم للاحقون).